مرض نفسي حب العبودية
لابد أنك رأيت صديقًا يتلذذ بالعيش في دور الضحية أو يقدم التضحيات المبالغ فيها لأشخاص لا يقدرون قيمته، أم صادفت أحدًا يقلل من نفسه ولا يبالي بالغرق في العلاقات السامة، أو هل تتساءلين ما إذا كان زوجي طبيعي أو لا بسبب رغبته في التعرض للشتم والسب أثناء العلاقة الجنسية، في الغالب إجابة هذه الأسئلة تندرج تحت مرض نفسي حب العبودية.
يطلق عليه المازوخية أيضًا ويسبب هذا الاضطراب ضرر بالغ في حياة الشخص ويعطل أدائه الطبيعي، ويختلف هذا الاضطراب من حيث ضرره فيكون المريض فقط من يتعرض للضرر والإيذاء، لذلك إذا كنت واحد ممن يعانون من هذا الاضطراب أو تعرف شخصًا يعاني منه يجب عليك التواصل مع مستشفى الوعي الجديد في أقرب وقت لأنها تضمن لك أفضل طريقة لعلاج هذا الاضطراب.
جدول المحتويات
مرض نفسي حب العبودية
يعتبر مرض نفسي حب العبودية أو المعروف بالمازوخية هو واحد من الاضطرابات النفسية التي لها بعد جنسي في بعض الحالات، وعلى الرغم من غرابتها التي ترجع إلى حب الشخص للذل والإهانة إلا أنها يمكن أن تكون موجودة عند الكثير من الأشخاص من حولنا لكن لا يتعرفون بها، ويجب التوضيح بأن الشخص لا يصنف باضطراب مرض نفسي حب العبودية إلا إذا كان هناك أذى جسدي أو نفسي ملموس ولا يتوقف الأمر على الخيالات أو الأوهام.
المازوخية قد تكون جنسية فقط فيكون الشخص طبيعي ويحقق أهدافه ويعتز بذاته، ولكن يفضل الانخراط في علاقة جنسية مع شريك سادي وأحيانًا يقوم المازوخي بإيذاء نفسه بالسكين أو جرح نفسه خلال العادة السرية حتى يحصل على النشوة الجنسية.
أسباب الإصابة باضطراب مرض نفسي حب العبودية
يتعرض المصاب بمرض نفسي حب العبودية إلى الكثير من الانتقادات لكونه يفضل أن تتم السيطرة عليه أو يقبل بالإهانة الموجهة له، وذلك لأن الناس يرون ذلك عكس الطبيعة البشرية التي ترفض الذل وتعتز بكرامتها، لذلك وجب المعرفة بأن الشخص المازوخي يجد الراحة والاستقرار في دور الضحية وذلك بسبب الاضطرابات التي تعرض لها الشخص خلال حياته، ومن أهم أسباب مرض نفسي حب العبودية:
- التعرض للاغتصاب أو التحرش في مرحلة الطفولة.
- تحكم الوالدين في حياة الطفل ومحاسبته بشكل صارم مما يجعله يتوقع اللوم والإهانة على كل تصرفاته.
- وجود الطفل في مدرسة أو بيئة دائمة النقد والتنمر مما يجعله مع الوقت يعتاد على التعرض للإهانة والتقليل.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الفصام أو الوسواس القهري أو الاكتئاب من شأنها أن تكون السبب وراء مرض نفسي حب العبودية.
- التجارب الجنسية المبكرة ترسخ عند الشخص أن المتعة الجنسية مرتبطة بالتعرض للألم.
- العنف الأسري يمكن أن يكون سبب لتكوين طفل يتلذذ بالشعور بالألم بشكل غير واعي بسبب اعتياده على هذا الشعور.
- مشاهدة الأفلام الإباحية التي تبعث الرغبة واللذة الجنسية من وراء التعرض للألم تنشئ رغبات شاذة.
- الرغبة في تجربة اوضاع جنسية مختلفة.
صفات الرجل الخاضع
تظهر الصفات المميزة لمرض نفسي حب العبودية في الكثير من التصرفات في الحياة اليومية مما يسهل اكتشافها، ولكن بالطبع يختلف مدى ظهور هذه الأعراض تبعًا للحالة والدرجة التي يمر بها الشخص، تعتبر من أبرز صفات الرجل المازوخي ما يلي:
- الاستمرار في علاقات سامة تستنزفه دون أن يبدي اعتراض تجاه الظلم الواقع عليه.
- التفاخر بالقدرة على تحمل الأذى ومسامحة من يخطئ في حقه.
- الندم المبالغ مع جلد الذات بدرجة كبيرة.
- لا يقدم على التجارب الجديدة التي يمكن أن يجد فيها المتعة.
- رفض طلب المساعدة بحجة أنها لا تفيد.
- الرجوع عن الهدف عند الاقتراب من تحقيقه.
- إنهاء العلاقات الجيدة على أسباب تافهة.
- عدم القدرة على القيام بالمسؤوليات الشخصية رغم القدرة على إنجازها.
- يختار التواجد في مواقف تسبب له الأذى في حالة وجود اختيارات يمكن أن تجنبه هذه الإهانة والذل.
- استفزاز الأخرين حتى يقوموا بإهانته أو ضربة أو يطلب منها ذلك بصورة مباشرة.
- الشهير في مرض نفسي حب العبودية أن صاحب هذا الاضطراب لا تتم إثارته الجنسية إلا من خلال التعرض للعنف أو الضرب.
علاج المازوخية
تختلف المدة التي يحتاج إليها الشخص ليصل إلى العلاج التام وذلك على حسب حالته ومدى تقبله للعلاج، حيث يعتبر إقبال الشخص على العلاج من أهم المؤشرات الإيجابية في العلاج، ويعتبر مرض نفسي حب العبودية من الأمراض النفسية والتي يعرف عنها أن علاجها قد يستغرق سنوات حتى يرجع الشخص إلى طبيعته، وذلك بسبب ارتباط الشخص بنفس البيئة وظروف المعيشة، وتتلخص خطوات العلاج كالآتي:
1_ العلاج المعرفي
تتم هذه المرحلة في بداية العلاج من قبل متخصص، حيث يقوم الطبيب النفسي بتثقيف المريض بأبعاد المرض والأذى الذي يمكن أن يسببه للشخص في حياته وعلاقاته الاجتماعية.
2_ العلاج السلوكي
يساعد المعالج المريض في هذه الحالة في تحسين علاقاته الاجتماعية وكبح الرغبات الشاذة وتبديلها بعادات صحية.
3_ العلاج النفسي
يمثل العلاج النفسي الخطوة الرئيسية في علاج مرض نفسي حب العبودية، ويكون عبارة عن عدة جلسات فردية مع المريض يتعرف من خلالها الطبيب على التاريخ المرضي والماضي المصاحب للاضطراب مما يسهل العلاج.
4_ العلاج الدوائي
لا يتم الاعتماد عليه بصورة أساسية في علاج مرض نفسي حب العبودية، وإنما يكون عبارة عن علاج مكمل في الحالات التي يكون فيها الاضطراب مصحوبًا بالاكتئاب أو الفصام أو غيره من الأمراض التي تحتاج إلى علاج لتجاوزها.
كيف أتعامل مع الشخص المصاب باضطراب مرض نفسي حب العبودية؟
يكثر الخلط بين الشخصية المازوخية والسادية ومن هنا تتعدد التساؤلات من بينها كيف أذل كلبي , والرغبة في التعرف علي صفات الرجل الخاضع , ولكن في الحقيقة طريقة التعامل تختلف فيما بينهما تمامًا، وذلك لأن المازوخي لا يقدم الضرر إلا لنفسه ويمكنه أن يسبب لذاته أذى بالغ.
فمن هذا المنطلق يجب على عائلته وأصدقائه أن يقوموا بتوعيته على مدى الضرر الذي يسببه لنفسه، بالإضافة إلى جعله منشغل بصورة دائمة حتى لا ينخرط في هذه التخيلات مرة أخرى، وفي حالة الأزواج يجب أن يشجع الشخص شريكه على تلقي العلاج ومشاركته في الجلسات النفسية وعدم فضح سلوكياته الغريبة أمام أي أحد من معارفه.
موضوعات ذات صلة
المازوخية الحميدة
لماذا يتناول أكثر من ملياري شخص حول العالم الفلفل الحار بالرغم من المذاق الحار الذي يتركه، ولماذا نستمع إلى الموسيقى الحزينة والأفلام البائسة رغم معرفتنا التامة بأنها تجلب لنا الحرن، لا يسعنا غير أن نقول إن هذا ما يدعى بالمازوخية الحميدة فالشخص يستمتع بنوع من الألم والذي يفسره العقل في بادئ الأمر على أنه تهديد حقيقي، وبعد ذلك يدرك العقل أنه تم خداعه ولا يوجد ما يدعو للقلق فتبدأ اللذة المستمدة من سيطرة العقل فيستلذ الشخص بالأشياء التي من المنطق مسببة للألم.
تعتبر المازوخية الحميدة هي التفسير الواضح لتحقيق الأفلام الحزينة المبيعات الأعلى والأغاني الأكثر ألمًا استماعًا أكثر، والجدير بالذكر أن هذا النوع من المازوخية يوجد عند الكثير ممن حولنا وهو غير ضار ولا يحتاج إلى علاج.
من المهم لدى كل الشعوب معرفة كل ما يخص هذا الاضطراب من أسبابه وأعراضه وصولًا لطرق علاجه وكيفية التعامل مع المصاب بهذا الاضطراب حتى يستطيع أن يتمتع كل شخص بحياة مستقرة بعيدة عن أي اضطراب.