ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء
ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء من الإدمان أحد أهم الأمور التي لها دور كبير في الحفاظ علي التعافي , فالتوقف عن تعاطي المخدرات أمر قد يكون سهل نوعاً ما لكن الأمر الأكثر صعوبة هو الحفاظ علي التعافي والبقاء خالياً بعيداً عن المخدرات .
فالوقوع في براثن الإدمان هي مشكلة تواجه فئة مجتمعية كبيرة نتيجة العديد من الأسباب بعض منها اجتماعية، نفسية وغيرها من الأسباب الأخرى، والتي تعصف بحياة الفرد بشكل كبير في كافة النواحي وتؤثر على علاقة المدمن بكافة الأفراد المحيطين به إلى جانب التقصير في العمل.
كافة هذه الأسباب والعوامل تدفع الأسرة والمدمن إلى ضرورة سلك طريق علاج الإدمان وهنا تظهر ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء والتي لها دور كبير في تقليل نسب الانتكاس التي يصاب بها الفرد بعد الخضوع للعلاج، حيث أثبتت الدراسات التي أقيمت في كيفية التعامل مع المدمن بعد العلاج وخلاله أهمية الخضوع للمتابعة بعد العلاج ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء والتي تزيد من نسب الشفاء وتقلل من احتمالية الانتكاس.
وسوف نتناول خلال هذا الموضوع طرق المتابعة بعد التعافي للمدمن والتي تقدمها مستشفى الوعي الجديد بالاعتماد على أطباء متخصصين في مجال علاج الإدمان والطب النفسي في بيئة صحية تساعد على سرعة التعافي.
جدول المحتويات
ما هو برنامج علاج الإدمان ؟
يعرف الإدمان على أنه الاعتماد النفسي والجسدي على مخدر أو دواء معين ولا يتمكن من الإقلاع عن تعاطيه نتيجة الأعراض الانسحابية التي تظهر عليه نتيجة التعاطي، والجدير بالذكر أن الإدمان ليس على العقاقير والمخدرات فقط حيث أنتشر مؤخرا نوع جديد من الإدمان وهو الإدمان السلوكي، والذي لا يقل أهمية عن الإدمان النفسي والجسدي.
ففي كلا الحالتين لا يتمكن المريض من الابتعاد عن المخدر أو الفعل السلوكي وتتأثر حياته به بشكل كبير,كافة هذه الأمور والتأثيرات التي يتركها الإدمان على حياة الفرد في كافة الجوانب أدت إلى اتجاه الأطباء لاكتشاف والبحث عن طرق علاجية تساعد المدمن على التخلص من المخدرات أو الفعل السلوكي.
وقد أدى التطور العلمي في كافة المجالات إلى التوصل إلى برامج علاجية تتكون من خطوات مختلفة تهدف كل خطوة في البرنامج العلاجي إلى مساعدة المدمن على الإقلاع عن الإدمان، والجدير بالذكر أن هذه الخطوات تحتوي على الكثير من الاحتمالات والتي يتم الاختيار منها بما يتناسب مع المريض ودرجة إدمانه.
وتشمل مراحل برنامج علاج الإدمان الآتي:
- مرحلة الكشف الطبي.
- مرحلة سحب السموم من الجسم والتقليل من حدة الأعراض الانسحابية.
- مرحلة العلاج النفسي.
- مرحلة التأهيل السلوكي والاجتماعي.
- مرحلة المتابعة بعد التعافي.
ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء
ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء هي مرحلة مهمة والتي تتبعها العديد من مراكز ومستشفيات علاج الإدمان، حيث تساعد هذه الطريقة في التقليل من نسب الانتكاس، ويعرف الانتكاس على أنه عودة المدمن مرة أخرى إلى تعاطي المخدرات فور مواجهته بعض المشكلات سواء في الأسرة، العمل أو في المجتمع بشكل عام.
وهنا تظهر ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء حيث نجد أن برامج المتابعة المختلفة تهدف إلى الآتي:
- الحصول على الدعم المعنوي من جانب الأطباء والأسرة والذي يساعد على تخطي نظرة المجتمع للمدمن المتعافي والتي من شأنها أن تدفعه مرة أخرى إلى تعاطي المخدر.
- مساعدة المتعافي في التخطيط لحياته بعد التعافي من خلال وضع أهداف وخطط مستقبلية بهدف تغيير مجرى الحياة الذي كان موجود قبل التعافي.
- مساعدة المتعافي في الانخراط في المجتمع وتكوين علاقات وصداقات جديدة.
- مساعدة البحث عن طرق جديدة وأنشطة تتناسب مع المتعافي للتقليل من نسب الإصابة بالانتكاس.
موضوعات ذات صلة:
أنواع المتابعة بعد التعافي من الإدمان
أثبتت البرامج علاجية التي تحتوي على المتابعة بعد الوصول إلى التعافي نجاح كبير في التخلص من الإدمان إلى جانب التقليل من نسب الانتكاس، والجدير بالذكر أن ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء وحاجة المتعافي للمتابعة سواء النفسية أو الجسدية بعد التعافي تختلف من متعافي إلى آخر.
وذلك باختلاف درجة الإدمان والأسباب التي أدت إلى التوجه إلى تعاطي المخدرات,لذا تنوعت أشكال المتابعة التي يخضع لها المتعافي بعد التخلص من الإدمان، وتشمل أنواع المتابعة بعد التعافي من الإدمان الآتي:
1 – المتابعة في العيادات الخارجية
تهدف المتابعة بعد التعافي بالاعتماد على العيادات الخارجية إلى تلقي المريض المتابعة والجلسات النفسية مع الطبيب خلال تواجده في المنزل، ويتابع العديد من الأشخاص هذه الطريقة بسبب وجود العديد من المسؤوليات التي تقتضي تواجدهم في المنزل أو الذهاب إلى العمل أو غيره.
والجدير بالذكر أن عدد مرات المتابعة تختلف من شخص إلى آخر على حسب ما يحدده الطبيب من خلال تقييمه للحالة النفسية والجسدية للمتعافي، ومن الضروري الحفاظ على هذه المتابعة وضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء وعلى موعدها نظراً لأهميتها الكبيرة في سير حياة الفرد المتعافي بصورة جيدة بعد الانتهاء من العلاج.
2 – مجموعات الدعم
مجموعات الدعم هي عبارة عن جلسات تحتوي على مجموعة من المتعافين من الإدمان والتي تحدث تحت إشراف الطبيب أو المشرف النفسي تهدف هذه المجموعات إلى مشاركة بعض الأشخاص للتجارب والخبرات نتيجة مرورهم بنفس الظروف والصعاب نتيجة تعاطي المخدرات .
وأكد الأطباء أن هناك العديد من البرامج العلاجية المعتمدة عالميا تدعم الجلسات النفسية الجماعية ومن أشهرهم برنامج الـ 12 خطوة الذي ذاع صيته بسبب قدرته العالية على التقليل من نسب الانتكاس التي يتعرض لها المدمن.
كيفية التعامل مع المدمن بعد العلاج
تطرح العديد من العائلات التي تحتوي على شخص تعافى من الإدمان اسئلة حول الطرق السليمة للتعامل معه وذلك للحفاظ عليه ومنع انتكاسة مرة أخرى، لذا تقدم مستشفى الوعي الجديد بعض التعليمات التي من الضروري الالتزام بها عند التعامل مع المدمن بعد العلاج، وتشمل هذه التعليمات الآتي:
- دعم المتعافي نفسياً حيث يعد العدم الأسري من ضمن الأمور الأكثر أهمية التي تساعد الفرد الابتعاد عن طريق الإدمان الذي كان يسلكه قبل الخضوع للعلاج.
- ضرورة المتابعة الطبية بعد التعافي والتي لها أثر كبير في استمرار التعافي وعدم الرجوع إلى المخدر.
- مساعدة المتعافي على الاندماج في المجتمع وعمل صداقات جديدة وضرورة الابتعاد عن البيئة التي كانت تدفعه إلى تعاطي المخدرات.
- عدم توفير المال بشكل كبير أمام المتعافي من المخدرات وخاصة المراهقين وذلك لأن المال سلاح ذو حدين، إلى جانب وجود رقابة من الأهل على المراهقين والشباب للحد من اتجاههم لشراء المخدر.
- ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء حتي تعرف الأسرة والأفراد المحيطين بالمتعافي على أعراض الانتكاس وذلك للكشف الفوري لرجوع الفرد إلى الإدمان وسرعة التعامل معه.
كيف يمكن الوقاية من المخدرات ؟
الوقاية من تعاطي المخدرات هو أمر في غاية الأهمية للتقليل من نسب تعاطي المخدرات بين الأفراد والجماعات، والجدير بالذكر أن هناك العديد من الطرق الوقائية التي يتم اتباعها للوقاية من تعاطي المخدرات وأبرزها التوعية والتي يقوم بها المجتمع بهدف القضاء على انتشار تجارة وتعاطي المخدرات.
حيث أشارت الإحصائيات الأخيرة أن تجارة المخدرات تعد من أكثر أنواع التجارة انتشاراً في المجتمع العربي والعالم بأثره, وذلك نظراً للمردود المادى الكبير الذي يعود على الفرد نتيجة الاعتماد على هذه التجارة، لذا تقوم الدولة بالعديد من حملات التوعية التي تبين الأضرار الجسيمة التي تعود على الفرد في كافة الجوانب الحياتية إلى جانب الأضرار الجسدية.
ومن ضمن حملات التوعية التي تقوم بها الدولة للوقاية من انتشار وتعاطي المخدرات الآتي:
- التوعية الدينية بالاعتماد على دور العبادة ورجال الدين.
- التوعية من خلال المدارس والجامعات عبر إقامة الندوات وشرح الأضرار التي تتركها المخدرات على حياة الفرد.
- وضع القوانين الرادعة التي تحاسب على تجارة وتعاطي المخدرات.
- استخدام الإعلام للتوعية بضرورة الابتعاد عن المخدرات من خلال طرح نماذج مختلفة عن المتعاطين والمشكلات التي تواجههم وتدمر حياتهم.
تعاطي المخدرات أصبح في الفترات الأخيرة من ضمن المشكلات الموجودة في كل مجتمع والتي تتفاقم مع مرور الأيام، مما أدى إلى صعوبة القضاء عليها، والجدير بالذكر أن جهود المجتمع تضاعفت في الفترات الأخيرة بمساعدة مستشفيات ومراكز علاج الإدمان للتقليل من هذه الظاهرة التي تقضي على آمال الشباب وطموحاتهم.
موضوعات ذات صلة: