الخوف عند الأطفال (فوبيا)
علاج الخوف عند الأطفال حيث يعد الخوف أحد العوامل شديدة التأثير علي الكائن الحي بشكل عام وهو من أهم المحركات التي تدفع الأشخاص لقيام بسلوكيات معينة كرد فعل يدفع به الاضطراب الناشئ منه ويصل إلى مرحلة الاستقرار، لكن ما يختلف هو سلوك الفرد تجاه هذه المؤثر للتغلب علي الخوف سواء بالمواجهة أو بالتجنب التام أو بالتحايل والمداراة.
لكن المشكلة تكمن في حالة إذا ما كان مسبب الخوف قائماً ولا يستطيع الفرد التخلص منه بالطرق السليمة، والمشكلة الأكبر تحدث عندما يكون ضحية هذا الخوف هو الطفل الذي قد يكتسب سلوكيات خاطئة في محاولاته للتغلب علي خوفه بعقله الصغير وخبرات المحدودة في الحياة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أن صح التعبير هل يعد الخوف عند الأطفال حالة مرضية أم حالة نفسية تصيب الأطفال؟ هذا ما تستشفه من خلال قراءتك للمقال.
جدول المحتويات
بداية دعنا نتعرف علي بعض المصلحات الهامة والتعرف علي الفرق بين الخوف الطبيعي والفوبيا؟
يكون الخوف طبيعيا عندما يكون في الإطار الصحيح يعني في الإطار الذي يسمح فيه بإثارة العقل ليكون يقظاً وفي حالة الاستعداد التام للخطر، وتحفيز الجسم ليكون علي للوقوف علي أهبة الاستعداد للتعامل مع الأحداث والظروف الطارئة، ومثل هذا الخوف طبيعي وعادي لأنه يدخل ضمن الحلقة الفزيولوجية الطبيعية للإنسان.
قد ينحي الخوف منحي آخر حتى يصل لدرجة أنه يمنع صاحبه من ممارسة أعماله اليومية، لكن الشخص لا يعرف سبب ومصدر هذا الخوف وفجأة يشعر بتزايد في ضربات القلب والتعرق الشديد وترتجف يداه ويصفر وجهه وينعقد لسانه ويضيق نفسه ويجف فمه ويشد هذا الخوف كلما فكر الإنسان فيه.
إذا ما هو الخوف؟ يعتبر الخوف حالة انفعالية شعورية تتصاعد بشكل تدريجي أو بشكل فجائي مما يدل على أن شيئاً ما سيحدث للطفل أو الإنسان بشكل عام فيتحرك بشكل حذر لكي يسلم من عواقبه وآثاره.
أما الخوف المرضي أو ما يسمى بالرهاب أو الخراف أو الفوبيا “phobia“:- فهو حالة من الخوف غير طبيعي “مرضي” ويكون بشكل دائم وملازم للشخص من غير وجود شيء مخيف في الأصل، كما أن هذا الخوف لا يستند إلى أي أساس في الواقع، ولا يمكن السيطرة عليه من قبل الشخص المريض رغم إدراكه بشكل كامل أنه هذا الخوف غير منطقي ومع ذلك فهو يتحكم في سلوكيات الطفل.
ونظرا لأن شعور الطفل أو الإنسان بالخوف من موقف لا يثير الخوف عند الناس لذا يشعر الطفل بالوحدة والخجل من نفسه ويتهم نفسه بالجبن وقلة الثقة والشخصية لذا يعد هذا الخوف المرضي عبارة عن اضطرابات وظيفية أو علة نفسية المنشأ لا يوجد معها اضطرابات جوهرية في إدراك الفر للواقع.
تعتبر الفوبيا من أكثر الأمراض النفسية الشائعة في العالم وتكمن خطورة المرض في الضيق الشديد الذي يتسبب فيه الاضطراب والذي يؤدي بدوره إلى مشاكل نفسية خطيرة مثل الاكتئاب وغيره، وكما أسلفنا باقتران الخوف والأشياء المسببة له بمجموعة من الأعراض الشديدة على الطفل.
خصوصا من التهيج والإثارة والتوتر النفسي مع زيادة في ضربات القلب وصعوبة التنفس والفزع والدوخة والصداع واليأس وفقدان الفرحة وكبيت الطموح والعرق والإسهال والغثيان والشعور بالاختناق واحمرار في الوجه مع صعوبة في التنفس والارتعاش الشديد.
العلاقة بين الخوف والقلق لدى الطفل؟
كثير منا يخلط بين القلق والخوف وربما يستعمل كلمة الخوف مكان القلق ويستعمل كلمة القلق للتعبير عن الخوف وذلك حيث إن ردود الأفعال الناتجة عن الأمرين متشابهة إلى حد كبير لذا يحدث الخلط.
الخوف عند الأطفال يكون من شيء معين مثل الظلام أو الحيوانات أو الحشرات أو المدرسة أو غيرها من الأمور التي تسبب له الخوف ولا شك أنه غير منطقي كما سبق، لكنه ما دام بعيدا عن مصدر الخوف ومع التطور في نمو شخصية الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية ومع اكتساب خبرات الحياة فإنه يستطيع أن يتغلب علي تلك المخاوف تدريجيا خصوصا إذا كان الطفل يعيش في جو من الهدوء الأسري ويلقي جانب دعم من المحيطين مما يزيد ثقته في نفسه ويتغلب علي تلك المخاوف.
لكن الطفل القلق فلا يوجد عنده مشاكل خارج نفسه لكن المشكلة تكمن في ذاته وفي نفسه ويكون لديه إحساس عام بالرعب وعدم الشعور بالأمان مما يؤثر عليه بشكل سلبي فيعيق مسيرته الطبيعية كطفل من جميع النواحي فيعيق تعليمه والنمو الاجتماعي فلا يجرؤ علي المخاطرة والمجازفة ويخاف من ارتكاب الأخطاء فلا يشترك في الأنشطة التعليمية خوفا من الخطأ أو الفشل أو النقد أو من وصفه بالغبي أو المغفل كما هو الحاصل في مدارسنا مما ينتج عنه قلة الثقة بالنفس.
ما هي أعراض الخوف عند الأطفال؟
قبل أن نتعرض ل أعراض الخوف عند الأطفال هناك بعض الأمور التي يجب أن نشير إليها
- مخاوف الأطفال رغم كونه غير واقعية إلا أنها شائعة جداً بين الأطفال وهي أولى الاستجابات العصابية للطفل التي تتفرع منها بعد ذلك كل الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مثل القلق والرهاب “phobia” والاكتتاب عند الأطفال.
- مخاوف الأطفال هي جزء طبيعي من نموهم وتطورهم لذا لا بد من مساعدتهم لتخطي هذه المرحلة ولا يجب على الآباء أن ينكروا هذا الخوف على الأطفال لأنه ليس هناك أحد إلا ولديه مخاوف وان كانت مخاوف الكبار حقيقية وعقلانية أما مخاوف الأطفال تكون غير منطقية لذا لابد أن ينظر إلى مخاوف الطفل في المنظور والحجم المناسب لعمر الطفل.
- ويعد الخوف أمراً متقبلاً طالما ساعد الإنسان على البقاء وكان واقعيا كالخوف من الوقوع في الأسر أو الخوف من القفز من أدوار عالية أو غير ذلك، أما الخوف الغير منطقي وغير مقبول كالخوف من القطة الصغيرة أو البعوض الطائر فلا شك أن الإنسان أقوى من هذا التهديد.
- ولا بد التنبيه إلى أمر هام وهو أن الآباء قد يرغمون أبنائهم على مواجهة مخاوف قد لا تتناسب مع أعمارهم ولا قبل لهم بمواجهتها فيكون هذا الأمر محبطا ومثبطا لهم، كذلك فالحماية الزائدة والحرص الزائد على الأطفال من مواجهة الأخطار أو تحمل أي مسؤوليات قد تتناسب مع أعمارهم فلا شك أن هذا بمرور الأيام يحدث تفاقم في المخاوف ويزيد من حدتها.
سنعرض عددا من المخاوف التي تشتهر لدي الأطفال في المراحل العمرة المختلفة:-
الخوف عند الأطفال الرضع وينقسم إلى مرحلتين من سن يوم إلى 6 أشهر ومن سن 6 أشهر إلى سنة:-
المخاوف التي قد تظهر على الأطفال منذ الولادة إلى 6 أشهر:-
- الخوف من لون النظارة الداكن التي ترتديها أمه.
- الخوف من غطاء الرأس.
- الخوف من الضوضاء والأصوات الصاخبة.
- الخوف من الأشخاص الغير مألوفين.
- الخوف من الأشياء سريعة الحركة.
منذ 6 أشهر إلى عام:-
- الخوف من التغير.
- الخوف من الأقنعة.
- الخوف من الحيوانات.
- الخوف من المرتفعات.
- الخوف من الانفصال والبعد عن الوالدين أو الأشخاص البدائل كالجد وخوفه من البعاد عن البيت أو السرير.
- الخوف من المكنسة الكهربائية.
- الخوف من ماء الاستحمام والبانيو.
الخوف عند الأطفال في سنة سنة حتى 6 سنوات:-
- الخوف من فيشة الكهرباء.
- الخوف من الاقتراب من النوافذ العالية.
- الخوف من الإمساك بالزجاج المكسور.
- الخوف من الحجرة المظلمة والنوم وحيدا.
- الخوف من سيارة الإطفاء.
- الخوف من العواصف الرعدية.
- الخوف من الأطباء.
- الخوف من المعلم الغاضب.
- الخوف من المستشفيات.
- الخوف من الحكايات المرعبة.
- الخوف من الحيوانات كالقطط والكلاب.
- الخوف من مختطفي الأطفال.
- الخوف من السكاكين الحادة والكبريت.
الخوف عند الأطفال في سن 6 سنوات حتى 10 سنوات:-
- الخوف من المرض والميكروبات والإصابة بالحوادث.
- الخوف من أفراد العصابة والاختطاف.
- الخوف من العمليات الجراحية.
- الخوف من الكوابيس والأحلام المزعجة.
- الخوف من الفشل في الدراسة.
- الخوف عند الأطفال من المدرسة.
- الخوف من الوحدة والانفصال عن الوالدين.
- الخوف علي الوالدين من فقد العمل أو فقد الحياة.
الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات حتى 18 سنة:-
- الخوف من الرفض من قبل زملائه.
- الخوف من الفشل.
- الخوف من عدم قدرته علي الاعتماد علي النفس.
- الخوف من مواجهة تحديات الحياة.
- الخوف من أن تكون الأعضاء الجنسية أقل من الطبيعي.
- الخوف من أن يكون الأداء الجنسي أقل من الطبيعي.
- خوف من ممارسة الشذوذ الجنسي.
- الخوف من القذف المبكر.
- الخوف من أن يكون الرحم صغيرا وبالتالي تكون هناك صعوبات أثناء الحمل.
- الخوف من الامتحانات والاختبارات.
- الخوف من إلحاق الضرر بمن يحب.
- الخوف من المدرسة والمدرسين.
- الخوف من الأماكن الواسعة والمفتوحة.
- الخوف من الحوادث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والبراكين.
موضوعات ذات صلة
اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال
علاج الخوف من الموت عند الأطفال؟
قد يراود بعض الأطفال شعور الخوف من الموت لذا يجب علي الوالدين التعامل مع الموقف بحذر وحيطة وهذه بعض النصائح والإرشادات التي تسعد علي الخروج من المشكلة:-
- تهدئة القلق الذي يسيطر علي الصغير.
- إشعار الطفل بحب ومساندة من حوله له واهتمامهم به.
- إشعار الطفل بجانب كبير من الأمان والطمأنينة.
- خلق جو من اللهو من خلال الألعاب والأنشطة الرياضية.
- أخبار الطفل بما يناسب عمره عن الموت وأنه يمثل مرحلة لا بد أن يعبر منها الجميع وأنه طريق للانتقال إلى العالم الآخر ومرحلة أفضل إن شاء الله وهي الجنة التي فيها النعيم المقيم الذي لا شقاء فيه وان ذلك كله بتقدير الله.
- تدريب الطفل علي مواجهة هذه الأمور من خلال دمجه في اتباع الجنائز والعزاء وزيارة المرضى والحضور في مواقف حرجة فيري الثبات علي وجه الحضور وكل ذلك لا شك يقلل من خوف الطفل من الموت.
علاج الخوف عند الأطفال؟
لا شك أن أخطاء كثيرة للأمهات في التعامل مع الخوف عند الأطفال، فالعديد من الأمهات تعتقد أن القسوة والتعامل بعنف مع الطفل قد كون طريق لعلاج الخوف، أو تقوم بعض الأمهات بإلزام طفلها بالتوقف عن البكاء بشكل فوري وتعنفه وتكون كثيرة اللوم له وتظن أنها تعالج المشكلة وفي حقيقة الأمر هي تزيد من تفاقم الأمور.
كذلك من المحتمل أن يتحول الخوف الطبيعي لدى الطفل إلى فوبيا فبعض التصرفات الخاطئة من قبل الأهل تكون عاملا كبيرا في تحول خوف الطفل من خوف طبيعي إلى فوبيا مرضية كان يقوم الوالدين علي توبيخ الطفل أو ترك الطفل يواجه مخاوفه دون توجيه صحيح أو تقديم مساعدة لتخطي تلك المخاوف.
هناك مجموعة من النصائح للأمهات للتعامل مع الخوف لدي أطفالهن واحتواؤه حتى لا يتحول الخوف إلى فوبيا ومعظم هذه التوجيهات والإرشادات أمور وقائية وسلوكيات هامة في التعامل مع المخاوف عند الأطفال يتبعها الوالدين .
1- الحرص كل الحرص علي خلق جو من الهدوء الأسري وإبعاد الطفل عن المشاكل الأسرية.
2- لا تتجاهلي الأمر أو تستهيني به وعليك الاعتراف بأن تلك المخاوف شيء حقيقي لدى الطفل فلا تحاولي التقليل من شأنها.
3- لا ينبغي أن يلام الطفل أو يوبخ علي خوفه فهذا اعتقاد خطأ وشائع لدي الأمهات.
4- الحديث مع الطفل عن المخاوف وحقيقة ما يخاف منه فلا شك أن ذلك سيقلل من سيطرة تلك المخاوف علي عقل الطفل كالحديث عن جمال القطة وهدوئها وأنها أليفة.
5- تعليم الطفل آليات الاسترخاء والتأمل كأن يأخذ نفسا عميقا أو أن يتخيل نفسه فوق سحابة تجري به حيث يشاء ويخلد بهذا السرحان في عالم آخر أو كونه مستلقي على شاطئ بحر أو يخلد بفكره إلى أي مكان يحبه وتعليمه كيف يحول الوحش المخيف إلى وحش مضحك وكل هذا يقع على الأم أو مقدم الرعاية بشكل كبير…
6- لا تجعلي الطفل يجنب ما يخاف منه فسيظل دوما هكذا فعلي سبيل المثال أنه يخاف من القطة اجعليه يشاهدها وهي تمر من طريق لآخر دون أن تؤذي أحد أو اجعليه يري بعض الأطفال وهو يلعب معها.
7- الاستعانة بالقصص الذي تبدد المخاوف لدى الطفل واجعل يقلد دور ما يخافه كأن يقلد دور القطة.
8- تحدثي معه عن الظلام اونه يبعث على الراحة والهدوء وعوديه تدريجياً علي تقليل نسب الإضاءة في غرفة النوم ليلا حتى يتعود على الظلام وبهذا الطريقة يتم علاج الخوف عند الأطفال عند النوم فأكثر أنواع الفوبيا انتشارا بين الأطفال هي الخوف من الظلام والأماكن المرتفعة وبالطبع الحيوانات.
9- الحديث مع الطفل عن المدرسة وكيف أن التعليم يرفع من قيمة الإنسان وان المدرسة بيتك الثاني وغيرها من الأمور التي تساعد في علاج الخوف عند الأطفال من المدرسة.
10- لا شك أن العلاج السلوكي من أهم طرق علاج الفوبيا عند الأطفال من خلال إضفاء عامل الخوف من خلال مواجهة الطفل ما يخافه حتى ولو بشكل تدريجي.
11- العلاج باللعب من أنجع العلاجات وهو أحد الطرق الناجحة فلا يقتصر على المشاكل النفسية بل والجسدية فلا شك أن اللعب سينم عقل طفلك وينضج تفكيره ويجعل التفكير لدى الأطفال بصورة أكثر إبداعية والقدرة علي الاستكشاف فيزيد قدرته على التعامل مع الأمور وتحليها بشكل جيد مما يجعله يتخلص من مخاوفه.
12- لا شك أن علاج الخوف عند الأطفال بالقرآن أمر لا يحتاج منا إلى توضيح أو بيان فالقران شفاء الصدور ونور القلوب وطمأنينة وهذا يزيل ما عند الصغير من الضيق والقلق والخوف ويؤانس وحشته وعلاج الخوف عند الأطفال بالرقية الشرعية فيتم قراءة آيات قرآنية لفزع الأطفال وبعض الأدعية المأثورة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الضروري أن يتم عرض الطفل على دكتور نفساني مختص في حالة ملاحظة أفراد الأسرة كون الطفل ليس علي طبيعته وان المخاوف تعيق مسيرة حياته بشكل طبيعي من ممارسة الأنشطة المعتادة والذهاب للمدرسة أو تنغص عليه نومه أو يتعرض الطفل لإجهاد كبير ناتج عن تلك المخاوف وفي هذه الحالة لا بد من أن يعرض الطفل على طبيب نفسي متخصص في علاج الأطفال.