اضطراب التوحد عند الأطفال
اضطراب التوحد عند الأطفال يصيب 1% من سكان مصر ويعرف اضطراب التوحد كماء جاء في الدليل التشخيصي الإحصائي الخامس بأنه حالة من القصور المزمن في النمو الارتقائي للطفل يتميز بحالة من الانحراف والتأخر في نمو الوظائف النفسانية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية , كما يشمل الانتباه والنمو الحركي والإدراك الحسي .
يعد اضطراب التوحد عند الأطفال أحد الاضطرابات النمائية الشاملة التي تظهر عند الأطفال في سن الرضاعة , وهو اضطراب يعيق بشكل كبير طريق استيعاب العقل للمعلومات ويتم تشخيص المرض قبل سن ثلاث سنوات , ويختلف تأثير المرض من طفل لأخر ويؤثر اضطراب التوحد علي الطفل من حيث القدرة علي التواصل اللغوي والتواصل الاجتماعي .
كما يتسبب الاضطراب في حدوث مشاكل في الحواس كالحساسية السمعية والحساسية تجاه الضوء وانعدام الحساسية لدي الطفل من جهة الاحساس بالألم ,وكلما كان اكتشاف اضطراب التوحد عند الأطفال والتعامل معه في وقت مبكر كلما كان العلاج أكثر فاعلية.
فالتشخيص والتدخل المبكر يساعد العديد من الأشخاص المرضي علي استعادة حياتهم بصورة أقرب للحالة الطبيعية ,بالإضافة إلي العلاجات الاخرى التي تساهم في تطور قدرات الطفل والعلاج السلوكي وتدريب الطفل علي النطق ويعد دمج الطفل المريض مع الأطفال الطبيعيين الغير مرضي من أهم وسائل التخفيف من أعراض اضطراب التوحد عند الأطفال .
جدول المحتويات
ما هي أسباب مرض اضطراب التوحد عند الأطفال ؟
بالرغم من الدراسات البحثية الحديثة ومحاولات أطباء وعلماء النفس في إيجاد علاج جذر للاضطراب إلا أن أسباب الإصابة باضطراب التوحد عند الأطفال مبهمة ولا يوجد عامل واحد كونه المسبب الرئيسي للاضطراب بشكل قاطع , إلا أن هناك مجموعة من النظريات التي توصلت الي بعض العوامل التي تساعد في ظهور اضطراب التوحد عند الأطفال ومها :-
أولاً :- الاختلالات البيولوجية المتعلقة بالجهاز العصبي فقد وجد ان 25% من مرضي اضطراب التوحد لها تاريخ مع نوبات صرع , كما أن هناك نسبة تتراوح ما بين 10 – 83 % لديهم خلل في كهرباء المخ , ويضاف إلي هذا كون كثير من الأشخاص التوحديين قد عانوا أثناء عملية توليدهم من نقص في كمية الأكسجين الواصلة الي المخ .
ثانياً :- العوامل الوراثية فقد اكتشفت بعض الدراسات البحثية وجود عدة جينات التي يرجح بان له دور في التسبب بالذاتوية ، بعض هذه الجينات الموروثة تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطراب التوحد ، بينما يؤثر البعض الاخر من هذه الجينات علي نمو الدماغ وتطوره وعلي طريقة الاتصال بين خلايا المخ بعضها البعض , لكن بشكل عام فإن للجينات تأثيرا حاسماً علي اضطراب الذاتوية .
ثالثاً :- العوامل البيئية وقد أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة وجود جزء كبير من المشاكل الصحية خاصة المتعلقة بالناحية النفسية تحدث نتيجة لمجموعة من العمل مجتمعة تشمل العوامل البيئية والعوامل الوراثية والعوامل المجتمعية ، كما يفحص الباحثون احتمالية وجود عدوي فيروسية أو تلوث بيئي عاملاً محفزاً لظهور مرض التوحد .
رابعاً :- عوامل أخري قد تساهم وتحفز من ظهور اضطراب التوحد تخضع للبحث والدراسة في الآونة الاخيرة وتشمل :- المشاكل التي تحدث أثناء مخاض الولادة ، مشاكل أثناء الولادة ، حدوث إصابة في اللوزة ” Amygdala ” – وهي الجزء الموجود بالدماغ والمسئول عن اكتشاف الخطر – قد يكون عاملاً في ظهور المرض .
نسبة انتشار مرض التوحد في الدول العربية ؟
بداية فان نسبة انتشار المرض في الذكور إلي الاناث بمعدل 4 إلي 1 , وهذا يعني أن اضطراب التوحد عند الأطفال ينتشر بشكل كبير في الأولاد الذكور ,وتقدر النسب العالمية للإصابة باضطراب التوحد في العالم ب 10 – 15 من كل 10 آلاف شخص أي بما يعادل شخص من كل ألف شخص ونسبة اضطراب الإصابة بالمرض في اليابان هي أعلاها .
اما عن نسبة انتشار اضطراب التوحد في الدول العربية بحسب إحصائيات ففي مصر فتقدر الأمانة العامة للصحة النفسية عدد المصابين بنسبة 1 % من السكان , أما في السعودية فبلغ نسبة الأطفال المصابين بالتوحد 120 ألف شخص إلا أن الدراسات تشير بان خجل الأهالي من التصريح بالمرض يسبب عائقاً كبيراً في حصر أعداد المرضي , أما في لبنان فقد بلغ نسب الأطفال المرضي بالتوحد إلي 600 طفل .
موضوعات ذات صلة
ما هي أعراض اضطراب التوحد لدي الأطفال ؟
في الغالب تظهر أعراض اضطراب التوحد عند الأطفال في سن الرضاعة , لكن قد ينشأ أطفال اخرون ويتطورون بشكل طبيعي تماماً خلال الأشهر أو السنوات الأولي من حياتهم لكن وفجأة يصبحون منغلقين علي أنفسهم وربما يكونوا عدائيين أو أنهم يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها .
بالرغم من أن كل طفل يعاني من اضطراب التوحد إلا أنه قد يظهر طباعاً وأنماطا خاصة به تختلف عن طفل آخر مصاب بنفس الاضطراب لكن هناك مجموعة من الأعراض والمميزات الأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب .
يعاني مرضي التوحد من ثلاث صعوبات بصورة شبه مؤكدة وهي :-
- العلاقات الاجتماعية أو التواصل الاجتماعي .
- اللغة والمنطق .
- الجانب السلوكي .
أولاً المهارات المتعلقة بالتواصل الاجتماعي :-
- لا يستجيب الطفل حين تناديه باسمه .
- لا ينظر في عين من يكلمه .
- يبدو في بعض الأحيان أنه لا يسمعك .
- لا يقبل العناق ويقاوم حين يحاول أحد أن يحتضنه أو يمسك به .
- ينكمش علي نفسه .
- يبدو وكأنه لا يدرك مشاعر الأشخاص الآخرين .
- يحب اللعب لوحده مفضلاً الانسحاب إلي عالمه الخاص .
- لا يظهر أي اهتمام بالكلام الموجه اليه .
ثانياً اللغة :-
- يبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الاخرين .
- لا يتمكن من التحدث بكلمات كان يستطيع نطقها في السابق .
- التأخر في الابتسامة .
- تكرار بعض الكلمات والعبارات علي نفس الإيقاع ولكنه لا يعرف كيفية استخدامها .
- يتوقف بشكل فجائي أثناء الحديث ويظل صامتاً لوقت طويل لا يتكلم .
- لا يستطيع البدء بمحادثة و الاستمرار فيها ..
- حينما يريد شيئاً يتحدث بصوت غريب ونبرات وإيقاعات مختلفة وكأنه صوت غنائي أو صوت يشبه الإنسان الآلي .
ثالثاً السلوك :-
- عمل بعض الحركات بشكل متكرر كالاهتزاز أو التلويح باليدين والدوران .
- الحساسية الشديدة بشكل غير طبيعي تجاه من الصوت والضوء واللمس .
- لا يشعر بالألم وغير واع به , أو أن يكون قليل الشعور بالألم .
- لا يطلب المساعدة حتى من الأم .
- يفضل البقاء جالساً ولا يطلب أن يحمله أحد .
- الحركة بصورة عشوائية ويجد الصعوبة البقاء في مكان واحد فيتحرك بطريقة غير طبيعية وينتقل من مكان لأخر .
- لديه مجموعة من الطقوس وعادة ما يضطرب ويغضب في تغير هذه الطقوس .
- التعلق الغير طبيعي بالأشياء فقد يصرعلي الاحتفاظ بدمية معينة أو الارتباط بشخص بعينه .
- من الأشياء المفضلة لديهم ترتيب الأشياء وتنسيقها وفرزها علي حسب ألونها وأشكالها .
- عدوانية تجاه الأشخاص الغرباء .
أما حالات اضطراب التوحد شديدة الخطورة تتميز بعدم قدرة الطفل مطلقاً علي التواصل أو إقامة علاقات مع أشخاص اخرين .
ما هو علاج اضطراب التوحد لدي الأطفال ؟
حتي هذه اللحظة لم يتوصل العلماء إلي علاج واحد ملائم لجميع المصابين بالمرض , لكن هناك العديد من العلاجات التي يكون لها تاثير فعال في ضبط سلوكيات الطفل المتوحد ومن أبرز تلك الأنواع وأكثرها شيوعاً :-
- العلاج السلوكي ويتم الاعتماد في علاج اضطراب التوحد عند الأطفال علي التدريب السلوكي بشكل أساسي ويستجيب معظم المصابين لهذا العلاج بشكل كبير , وفي العلاج السلوكي يتم التركيز علي تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدي الطفل ومهارات الحياة اليومية .
كما تشمل علاجات اضطراب التوحد عند الأطفال ما يلي :-
- العلاج الدوائي من خلال بعض الأدوية المضادة للاكتئاب , والأدوية التي تساعد في علاج فرط الحركة والنشاط الزائد .
- العلاج التربوي والتعليمي .
- علاج أمراض النطق واللغة .
ولا شك أن تدريب الأسرة علي كيفية التعامل مع الطفل المتوحد وكيف يتعامل مع أعراض الاضطراب وما هي أفضل طريقة للتواصل مع الطفل المتوحد يعد جزءا كبيراً وهاماً في خطة علاج الطفل المتوحد .
ونظراً لأن اضطراب التوحد عند الأطفال من الحالات المستعصية والتي لا يوجد لها علاج مؤكد ومحدد , لذا يلجأ العديد من أسر الأطفال المصابين باضطراب التوحد إلي الحلول المقدمة من الطب البديل , لكن العلماء الباحثون في مجال الطب النفسي لم يستطيعوا تأكيد نجاح أو فشل هذه العلاجات علي مرضي التوحد .