هل يمكن الشفاء من المازوخية خلال 3 اسابيع
المازوخية هي اضطراب نفسي وجنسي يتميز بالتلذذ بالألم والاضطهاد والإذلال، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي. يسعى الشخص المازوخي إلى البحث عن الأماكن والمواقف التي توفر له هذه الشعور، ويميل إلى الارتباط بأشخاص ساديين، أي الذين يستمتعون بإيذاء الآخرين. وغالباً ما تنشأ الشخصية المازوخية نتيجة لتعرض الشخص لصدمة أو اضطهاد أو تحرش في مرحلة الطفولة، أو نتيجة لأفكار موجودة لدى الشخص أو لدى من حوله.
ولكن، هل يمكن الشفاء من المازوخيه؟ وكيف يمكن التغلب على هذا الاضطراب؟
الجواب هو نعم، يمكن الشفاء من المازوخيه، ولكن يتطلب ذلك الاعتراف بالمشكلة والرغبة في التغيير، والاستعانة بالمساعدة النفسية والطبية.
جدول المحتويات
معني المازوخية
المازوخية مصطلح مشتق من اسم الكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخر ماسوخ، الذي اشتهر برواياته التي تصور علاقات مازوخية بين الرجال والنساء.
هذا الاضطراب لم يعترف به رسميا كمرض نفسي، ولكنه كان موضع نقاش وجدل بين الخبراء النفسيين.
الفرق بين المازوخية والسادية
المازوخيه والسادية هما مصطلحان تستخدمان لوصف نوعين من الاضطرابات النفسية والجنسية التي تتعلق بالتلذذ بالألم والإذلال. الفرق بينهما يكمن في مصدر الألم والمتلقي له. الشخص المازوخي هو الذي يستمتع بتلقي الألم أو الاضطهاد أو الإهانة من الطرف الآخر، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. الشخص السادي هو الذي يستمتع بإلحاق الألم أو الاضطهاد أو الإهانة بالطرف الآخر، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي
المازوخيه والسادية قد تكون مجرد اهتمام جنسي أو تعبير عن الحب والانسجام بين الشريكين بالتراضي، وفي هذه الحالة لا تعتبر اضطرابا أو مرضا.
لكن، قد تتحول المازوخيه والسادية إلى اضطراب نفسي وجنسي خطير، إذا كانت تسبب للشخص أو الشريك معاناة أو ضررا أو خطرا، أو إذا كانت تمنعهما من الاستمتاع بالعلاقة الجنسية الطبيعية، أو إذا كانت تؤثر على حياتهما الاجتماعية أو المهنية أو العائلية. وفي هذه الحالة، يجب على الشخص المازوخي أو السادي البحث عن المساعدة النفسية والطبية للتخلص من هذا الاضطراب، والتغلب على العوامل التي تسببت فيه، وتحسين جودة حياته وعلاقته.
طرق علاج المازوخية
كيف يمكن علاج هذا الاضطراب؟ هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لمساعدة الشخص المصاب بالاضطراب على التغلب على هذا الاضطراب النفسي وان الاعتراف بوجود المشكلة والرغبة في التغيير بالاضافة الى البحث عن المساعدة النفسية المناسبة من متخصص مؤهل وموثوق هما اولى الخطوات في العلاج كما ان هناك عدة طرق لعلاج المازوخية، منها:
العلاج النفسي أو السلوكي
وهو عبارة عن جلسات مع طبيب نفسي مختص، يهدف إلى معرفة أسباب وجذور الاضطراب، وتعديل السلوكيات والمعتقدات الخاطئة، وتعزيز الثقة بالنفس والاحترام الذاتي، وتطوير مهارات التواصل والتفاهم مع الشريك.
العلاج الدوائي
وهو عبارة عن استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيض الرغبة الجنسية المفرطة، أو على علاج الاكتئاب أو القلق أو الفصام، إذا كانت هذه الحالات مصاحبة للمازوخيه.
الضبط النفسي
وهو عبارة عن محاولة الشخص المازوخي والشريك للتحكم في رغباتهما وعواطفهما، والابتعاد عن الممارسات الجنسية الضارة أو المهينة، والبحث عن طرق أخرى للتعبير عن الحب والحنان والانسجام.
نصائح للتعايش مع المازوخية
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشخص المازوخي الاستفادة من بعض النصائح للتعايش مع المازوخية، مثل:
- تعلم وتطبيق مهارات التفكير الإيجابي والتعامل مع المشاعر وحل المشكلات والتواصل الفعال والتأكيد على الذات والتحفيز الذاتي والاسترخاء والتنظيم الزمني والتخطيط والتنفيذ والتقييم.
- الابتعاد عن الشركاء أو الظروف التي تسبب الألم أو الإحباط أو الرفض، والبحث عن الشركاء أو الظروف التي تسبب التفكير في المازوخية.
- البحث عن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء أو الأقارب أو المجموعات التي تشارك نفس المشاكل أو الأهداف.
- الاهتمام بالصحة الجسدية والغذائية والنومية والرياضية والترفيهية والتعليمية والمهنية والمالية والدينية والثقافية.
- الاحتفال بالإنجازات الصغيرة والكبيرة والتقدير للجوانب الإيجابية في الذات والحياة والآخرين.
- الاستمرار في العلاج والمتابعة والتقييم والتعديل حسب الحاجة والتقدم.
- الابتعاد عن المواد المحفزة أو المسببة للإدمان، مثل الكحول والمخدرات والتبغ.
- الاستمتاع بالهوايات والأنشطة التي تزيد من الرضا والسعادة والإبداع، مثل القراءة والكتابة والرسم والموسيقى والسفر.
- البحث عن المعلومات العلمية والموثوقة عن المازوخية وطرق علاجها، وتجنب الإشاعات والخرافات والمصادر غير الموثوقة.
ما هي انواع المازوخيه؟
الاضطرابات الجنسية عامة والمازوخيه خصوصا لها أنواع وأعراض مختلفة، وتحتاج إلى تشخيص وعلاج مناسب لذا إذا كنت تعاني من أي مشكلة جنسية، فلا تخجل من طلب المساعدة من طبيب نفسي أو جنسي مختص في مستشفي الوعي النفسي.
انواع المازوخية هي:
- الجنسية أو الشهوانية (Sexual \ Erotic Masochism)
- الأنثوية (Feminine Masochism)
- العاطفية (Moral Masochism)
- التكيفية (Adaptive Masochism)
- الفاضل (virtuous masochist)
- المتملك (possessive masochist)
- المتراجع (Self-undoing masochist)
- المضطهَد (Oppressed masochist)
مواصفات الشخصية المازوخية
اضطراب الشخصية المازوخيه هو تطور مرضي للمازوخية، حيث يمتد الميل إلى الألم والاستسلام إلى جميع جوانب حياة الشخص، ويؤثر على قدرته على العمل والتواصل والتكيف مع البيئة. الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يتبعون نمطا من السلوك يتضمن الآتي:
- الاختيار المتكرر للشركاء أو الظروف التي يعرفون أنها ستسبب لهم المعاناة أو الإحباط أو الرفض.
- تجنب أو تدمير الفرص التي تحمل لهم النجاح أو الاستمتاع أو الراحة أو الدعم.
- الاستجابة بالغضب أو الاحتقار أو الانسحاب عندما يتلقون المساعدة أو الاهتمام أو الاحترام من الآخرين.
- الانخراط في السلوكيات الضارة بالصحة أو السلامة أو الأخلاق أو القانون، مثل التدخين أو التعاطي أو الانتحار أو السرقة أو الخيانة.
- الشعور بالذنب أو الخجل أو الاستحقاق عندما يحصلون على شيء جيد أو يتمتعون بشيء ممتع.
- الاستسلام للضغوط أو التهديدات أو الابتزاز من الآخرين، حتى لو كان ذلك يخالف مصلحتهم أو رغبتهم أو قيمهم.
كيف تفكر الشخصية المازوخية
هذه السلوكيات تنشأ من اعتقادات سلبية عن الذات والعالم والآخرين، مثل:
- أنا لا أستحق الحب أو السعادة أو الاحترام.
- العالم هو مكان قاس ومعاد ومليء بالمخاطر والمصاعب.
- الآخرون هم أنانيون وقاسيون ومستغلون ولا يمكن الوثوق بهم.
- الطريقة الوحيدة للحصول على القبول أو الانتماء هي الخضوع لإرادة الآخرين وتلبية رغباتهم وتحمل معاملتهم السيئة.
- الألم هو شيء طبيعي وضروري ومفيد في الحياة.
- الاستمتاع هو شيء خاطئ ومحرم ومضر في الحياة.
هذه الاعتقادات تتشكل عادة في الطفولة أو المراهقة، نتيجة لتجارب سلبية مع الأسرة أو الأقران أو المجتمع، مثل الإهمال أو الإساءة أو الرفض أو الانتقاد أو العزلة أو الفشل. هذه التجارب تجعل الشخص يشعر بالضعف والعجز والنقص والخوف، ويحاول التكيف معها بطرق غير صحية، مثل الانسجام أو الانكماش أو الانتقام أو الانحراف.
خاتمة
اضطراب الشخصية المازوخيه هو اضطراب نادر ومعقد ومؤلم، يحتاج إلى الكشف المبكر والتدخل الفعال والمساندة المستمرة. الشخص المصاب بهذا الاضطراب يمكنه أن يتغلب على مشاكله ويحسن حياته، إذا أظهر الإرادة والجهد والصبر والثقة. الحياة ليست مجرد ألم ومعاناة، بل هي أيضا فرح وسعادة وحب وأمل. لا تدع الاضطراب يحرمك من هذه النعم، بل ابحث عن العون والشفاء والتحسن. وتذكر دائما أنك تستحق الخير والجمال والكمال
وفي الختام، يمكن القول إن المازوخيه ليست نهاية العالم، وأنه يمكن التغلب عليها بالإرادة والمثابرة والمساعدة المناسبة وأن الشخص المازوخي يستحق الحب والاحترام والسعادة، وأنه يمكنه تحقيق ذلك بدون اللجوء إلى الألم أو الاضطهاد أو الإذلال وأن العلاقة الجنسية السليمة هي التي تقوم على الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل، والتي تزيد من الانسجام والتوافق بين الشريكين.