مريض الفصام والقتل

نشر على, أبريل 12, 2023. بواسطة عبد الرحمن

العلاقة بين مريض الفصام والقتل ليست علاقة دائمة في جميع الحالات، والمرض النفسي ليس خطراً في حد ذاته ولكن هناك بعض الاضطرابات النفسية إن لم نسرع في علاجها والتعامل معها بشكل صحيح، فمن هنا قد يكون هناك مضاعفات ومخاطر، لذلك نتطرق إلى العلاقة بين مريض الفصام والقتل وهل مريض الفصام خطير وغيرها من التساؤلات التي تشغل بال العديد من الأسر.

ولكن في البداية قبل أن نتطرق إلى العديد من محاور الموضوع فعلينا أن نغير النظرة إلى مرض الفصام ولا نعتقد أنه مزمن في جميع المحاولات بل يمكن علاج الفصام والوصول إلى مرحلة نهاية مرض الفصام، وهذا ليس بالمحال في ظل العلاجات المتاحة للمرض، ونؤكد بأن هناك حالات شفيت من الفصام واستطاعت العودة إلى ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

جدول المحتويات

العلاقة بين مريض الفصام والقتل

الفصام البارانواي والاضطراب البارانواي وفيه يقدم الشخص المريض بتلك الأمراض علي القتل أحياناً والذي يكون الشخص المريض متعمداً حيث إنه يعتقد بأن الشخص الآخر يسعى لقتله فيكون من منطلق اقتل عدوك أن يقتلك.

وهذا في ظل الضلالات والأوهام التي يعيش فيها مريض الفصام, ومن ,هنا علاقة مريض الفصام والقتل واقع وليس أمراً خيالياً ولذا علي الأسرة ألا تستهين في حال تهديد مريض الفصام بأنه سيقتل، فهنا قد وصل إلى مرحلة زيادة الضلالات ووصولها إلي ذروتها وخاصة في حال ضلالات الاضطهاد.

هل يستطيع مريض الفصام الزواج ؟

لا شك أن مريض الفصام والقتل من الأمور التي تتعلق بشكل أساسي بموضوع زواج مريض الفصام فلو كان الفصام الزوراني والعدواني، فبالطبع سيكون له دور في رفض الفتاة من زواج الشخص المريض، كما يعيش مرضي الفصام في صعوبة كبيرة في العلاقات الإنسانية والتعامل معها بشكل جيد.

فهو يعاني من الأعراض السلبية التي قد سبق أن تحدثنا عنها والتي تتمثل في حالة من الانسحاب من الآخرين وانعدام رد الفعل مع العلم أن بعضهم يستطيع بعد مدة من العلاج أن يتزوج بل وينجب ومريض الفصام يحب ويتعايش مع تناول الدواء والمتابعة مع المختصين في مراكز علاج الفصام التي تهتم بفهم العلاقة بين مريض الفصام والقتل والعمل على حلها.

وعلي الأسرة دور كبير في مساعدة مريض الفصام في الحفاظ على التعافي، ولكن قد يجدر بما لفت الانتباه إلى نقطة من الأهمية بمكان ألا وهي احتمالية انتكاسة مريض الفصام والعودة مرة أخرى لأعراض الفصام وحدوث مضاعفات كبيرة.

ولذلك علينا ألا نتوقف عن تناول الدواء والمتابعة مع مراكز علاج الفصام , ولدينا موضوع حول مرض الفصام والزواج يمكننا الاستزادة منه في حال الرغبة في التعرف بشكل تام على الاضطراب.

هل مريض الفصام مجنون ؟

كما أشرنا في العديد من المقالات فإن الأعراض الفصامية هي أعراض ذهانية فإن الضلالات والتهيؤات وكثرة الخيالات توحي للأشخاص المحيطين بأنه شخص مجنون، ولكن في حقيقة الأمر فإن مريض الفصام يمكن التعايش معه ويستطيع التعامل مع الأشخاص الآخرين، وليس دوماً ما يكون في تلك الحالة.

كما أن الأفكار الجنونية التي تصيب الشخص مرة بعد فترة من زمن ظهور المرض وفي ظل عدم السعي مبكراً في طريق علاج الفصام، ولكن هل كون مريض الفصام مجنون لا يرتبط بأن مريض الفصام يقتل، فهذا ما ستكتشفه من خلال طيات الموضوع للتعرف على العلاقة بين مريض الفصام والقتل.

متى يموت مريض الفصام

من التساؤلات الهامة التي نجيب عليها من خلال تسليط الضوء على مريض الفصام والقتل هو ” متى يموت مريض الفصام “، وفي واقع الأمر الرد المنطقي علي تلك التساؤلات بأن الله قد حدد الآجال، وإن كان هناك عوامل خطيرة قد تتسبب في موت مريض الفصام.

ولكن بشكل عام فإن هناك من مرضي الفصام من يستطيع العمل والقدرة على العيش حياة طبيعية، ويستطيع العودة من أجل ممارسة الحياة بعيداً عن معاناة المرض، وعن الهلاوس والضلالات التي تُعد السمة البارزة في المرض، ولكن هذا في ظل تناول أدوية علاج الفصام والمتابعة مع المختصين في المراكز العلاجية.

وعلينا أن ندرك أن هناك حالات شفيت من الفصام، وعلي الأسرة أن تتعلم كيفية التعامل مع مريض الفصام ومساعدته من أجل الوصول إلى أقصى درجات التعافي، والعمل على إعادته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي وعلينا أن ندرك بمدى مضاعفات إهمال علاج مرض الفصام قد يدفعه إلى القتل لتصبح العلاقة بين مريض الفصام والقتل معقدة.

ما هي مدة علاج الفصام؟

أشارت الدراسات المختصة أن هناك العديد من حالات الفصام يكون فيها المرض مزمناً أي يظل الشخص المريض يتناول الأدوية، ويتابع مع المختصين في مصحات ومراكز علاجية طيلة حياته شأنه شأن العديد من الأمراض العضوية المختلفة التي تتطلب العلاج طيلة الحياة.

يتسبب مرض الفصام في حدوث خلل في دماغ الشخص المريض، ويجعله شخص مشوش التفكير، ولا يدري الفرق بين الخيال والواقع بل يصبح شخصاً منعدم الاستبصار بالواقع.

أما الحديث عن مدة علاج الفصام فهي تختلف من مريض لآخر حيث إن جميع الأشخاص المرضى لا يعانون من نفس الحالة المرضية ولا يعيشون نفس الحالة، ولكن علي الأهل أن يسرعوا في علاج مريض الفصام والعمل على تخليصه من المعاناة التي يعيش فيها.

ومن هنا فنحن في مستشفى ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان من خلال مجتمع علاجي وبيئة علاجية تساعد على التعافي، ونصل بالمريض إلي أقصي درجات التعافي من خلال مجتمع علاجي متكامل حتى نعيد الشخص الفصامي لممارسة حياته بشكل طبيعي.

وعلينا أن نعلم أن هناك حالات شفيت من الفصام واستطاعت العمل والزواج وإنجاب مريض الفصام فالأمر ممكن للعديد من الحالات خاصة في ظل التبكير في علاج الفصام.

كيفية علاج الفصام بالقران

من خلال ما جاء في العديد من المجلات وما ورد في الموسوعة العربية الشاملة والتي تعد من المراجع الكبري والتي اهتمت بملف علاج الفصام بالقرآن ومحاولة فهم العلاقة بين مريض الفصام والقتل، وهو من أنواع العلاجات التي لا تتعارض مع طرق علاج الفصام في المصحات النفسية.

واستطاع كم من الأشخاص التخلص من معاناة المرض النفسي وتداوا بالقرآن مع سعيهم في طرق العلاج الأخرى، وقد أمرنا الله ونبيه صلى الله عليه وسلم بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله في شفاء المرض النفسي.

ومن هنا علينا أن نسأل أهل الذكر لأجل التعافي والعلاج من المرض النفسي، وتذكر الموسوعة العربية أن الفصام يُعالج بالقرآن من خلال ( قراءة سورتي البقرة وآل عمران، قراءة فاتحة الكتاب مع آية الكرسي، قراءة سورة الأنعام والأعراف مع تكرار تلك السور 7 مرات ).

ختاماً، في واقع الأمر إن ما يثار حول العلاقة بين مريض الفصام والقتل للآخرين فيه المبالغة الكبيرة، فعلينا إدراك الحقيقة التي لا مراء فيها، ولنعي بأن نسبة ضئيلة للغاية من الأشخاص الذين يعانون من الفصام هم من يفكرون في القتل، ولكن الجم الغفير من الأشخاص المرضي من الفصاميين يعانون لا يفكرون في القتل وليسوا أشخاص خطيرين، وعلينا المحافظة على مريض الفصام من القتل والاندماج في السلوكيات المجتمعية الخطيرة، ولنساعده علي الوصول إلى مرحلة التعافي والاتزان النفسي والسلوكي، والعودة إلى حياته من جديد.