مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر

حين يكون الحديث عن مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر فإنها من أشهر الدول العربية التي قد عمت بها البلوى، وتفشي فيها الإدمان بصورة مروعة في العالم العربي؛ ففي حقيقة الأمر ضرب الإدمان جميع أرجاء المعمورة، وقد انتشرت تلك السموم من المخدرات بسبب كثرة الترويج من قبل تجار المخدرات، وغياب الأمن، وسهولة التهريب من خلال الحدود خاصة الحدود مع المغرب، وبسبب غياب الوازع الديني، وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى وقوع الأشخاص في فخ الإدمان على المخدرات والتي ساعدت على تفشي سموم المخدرات في مجتمعاتنا.

المشكلة الكبرى تكمن في الإدمان ينتشر بكثافة بين الفقراء؛ ما يجعل معه صعوبة أخذ خطوة علاج الإدمان؛ لارتفاع تكلفته،  ومن هنا فإن الدول تسعى بكل الجهود من أجل الحد من انتشار المخدرات بشكل أكبر، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه للشباب الذين ضاعوا في طريق الإدمان من خلال توفير مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر؛ فأصبحت الدولة تُسهل التراخيص للمراكز العلاجية من أجل إنشاء العديد من مصحات علاج الإدمان في شتي المناطق والعمل على تخليص الأشخاص المرضى من وحل الإدمان.

 وعلينا أن نعي أن التعامل بشدة مع الشخص المدمن ما يزيد الأمور إلا تعقيدًا أما في حال التعامل بشكل صحيح مع الشخص المدمن فإننا بهذا ننقذه من طريق الإدمان وعالم الظلام والعمل على إعادته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي، كما علينا ألا نضع تكلفة علاج الإدمان وأسعار المصحات العلاجية عائق أمامنًا؛ وبصدد هذا يجب التوسع في إنشاء العديد من مراكز علاج الإدمان بالمجان بالجزائر من أجل القدرة على تخليص المرضى الفقراء من طريق الإدمان مجاناً

تعرف على أعراض الإدمان على المخدرات 

هناك العديد من الأعراض النفسية والجسدية بالإضافة الى الأعراض السلوكية لها الدور الكبير في التعرف على الشخص المدمن في مرحلة مبكرة ومن ثم البدء في طريق التكفل بالشخص المدمن داخل مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر؛  ففي واقع الأمر كلما كان العلاج مبكرًا فإنه من السهل علاج الأشخاص المدمنين؛ لأن العملية تكون جد صعبة بعدما يتحول الأشخاص إلى المدمنين؛ ولذا الإسراع في علاج الإدمان يسهل من عملية التعافي والشفاء من الإدمان .

أما عن أعراض الإدمان؛ فهي متعددة تتمثل في الرغبة في العزلة والابتعاد عن الاجتماعات الأسرية والبقاء وحيدًا، ,بالإضافة إلى السهر خارج المنزل والتأخر ليلاً ، مع العنف الشديد والغضب في التعامل مع الأمور التي لا تحتاج إلى العنف والغضب، واحمرار في العينين والإرهاق والتعب مع اضطرابات في النوم، وغيرها من الأعراض النفسية والجسدية والسلوكية التي قد أشرنا إليها من خلال العديد من المواضيع

 يُمكنك الإطلاع على أعراض التغير في شخصية المراهق وما تدل عليه

مركز الوسيط لمعالجة الإدمان في الجزائر

أحد مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر؛ فقد استقبل مركز الوسيط لعلاج الإدمان في ولاية الشراقة بالجزائر والتابعة للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة محفوظ بوسبسي في  الشراقة منذ أن تم إنشائه في عام 2014 ؛ فقد تلقى المركز العلاجي قرابة 700 حالة إدمان من مختلف المخدرات كل سنة؛ أي هناك قرابة 12 حالة الإدمان يتم دخولها إلى مركز الوسيط لعلاج الإدمان كل أسبوع، وفي حقيقة الأمر مما أكدته الدراسات والإحصائيات التي تتم حول ملف علاج الإدمان في الجزائر بأن نسبة أعداد مدمني المخدرات في زيادة مستمرة بمعدل 700 حالة كل سنة منهم قرابة 700 حالة من المرحلة العمرية 20 إلى 30 من العمر لنعلم أن المرض مُتفشي بصورة مروعة بين الشباب والمراهقين الذين يعدون الصيد الأسهل لتجار المخدرات.

ومدمني المخدرات في الجزائر أصبحوا يقعوا في هذا المستقنع في سن مبكرة قبل الثالثة عشر من العمر لنعلم أن الإدمان لم يفرق بين كبير ولا صغير فالجميع عرضة للوقوع في فخ الإدمان على المخدرات ولا زالت الجزائر تئن بالجروح في ظل وقوع الآلاف من الشباب في وحل الإدمان ومن أكثر أنواع المخدرات المنتشرة بين الشباب والمراهقين بشكل خاص هي الحبوب المهلوسة والمخدرات كالهيروين والكوكايين ومن ثم شرب الخمر، ولا يتوقف علاج مدمني المخدرات على سحب السموم من الجسم وعلاج أعراض انسحاب المخدرات إلا أن هناك مراحل علاجية أخرى تتمثل في العلاجات النفسية والسلوكية من أجل العمل على مساعدة الشخص المريض من التمكن من مواجهة المشاكل الحياتية دون الوقوع في وحل الإدمان مرة أخرى

مركز بوشاوي انطلاقة جديدة بعد مركز المحمدية

يوضح رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب السيد عبيدات أنه بعد نجاح تجربة مركز المحمدية في علاج المدمنين ومدى الإقبال الكبير عليه بغية تلقي العلاج والمرافقة كأحد مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر التي كان لها بصمة في إنقاذ الآلاف من مرضى الإدمان الراغبين في العلاج من الإدمان؛ فيقول “فكرنا في إنشاء مركز آخر جديد من أجل استقبال العديد من الأشخاص المرضى الذين لا يجدون أماكن علاجية تحتضنهم من أجل الوصول إلى مرحلة التعافي.

ويعتبر أول مركز عربي مقره غابة بوشاوي بالعاصمة من بين مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر، ولا شك أنه تجربة رائدة في مجال التكفل بالمدمنين ومساعدتهم على تخطي الإدمان والاندماج مجددًا في المجتمع؛ فنأمل أن يكون مركز معالجة الإدمان بوشاوي له دور كبير كما كانت التجربة من خلال مركز المحمدية لعلاج الإدمان.

التفكير في إنشاء مراكز علاج إدمان بالمجان في الجزائر جديدة  من أجل علاج الإدمان للجزائريين قد جاء بعد أن وجدت العائلات صعوبة في التكفل بأبنائها المدمنين والخوف من النهايات المؤلمة التي قد تلحق الشخص المدمن سواء الانتحار أو السجن بسبب حيازة تلك المخدرات أو إصابته بمرض نفسي أو ذهني وهي من أبرز المخاطر الناجمة عن تعاطي المخدرات؛ حيث كانوا في كل مرة يطرحون التساؤل التالي؛ أين نذهب بأولادنا؟، ومن يشرف على التكفّل بهم ومساعدتهم في الإقلاع عن التعاطي والابتعاد عن طريق المخدرات؟ خاصة أن مركز المحمدية ومركز علاج الإدمان في البليدة لم يعد قادرًا على التكفل بكل المدمنين الوافدين عليه  في ظل وجود الآلاف من المرضى الراغبين في علاج الإدمان في الجزائر، وعدم قدرة تلك المراكز على استيعاب جميع الأشخاص المرضى، ومنه جاءت فكرة المركز الجديد الذي سيتكفّل بعلاجهم ويشرف عليهم طاقم طبي متخصص

ماذا عن فائدة علاج الإدمان بالأعشاب؟

هناك تساؤل شهير يسيطر على عقول الكثيرين ممن لديهم فوبيا مراكز علاج الإدمان  والمصحات العلاجية المختصة حول إمكانية علاج الإدمان بالأعشاب إلا أنه في حقيقة الأمر فكرة علاج إدمان المخدرات بالأعشاب ما هي إلا فكرة وهمية وتؤدي في نهاية المطاف إلى الفشل الذريع وحالة من الإحباط تسيطر على الشخص المدمن بسبب سعيه في طريق وهمي من أجل التعافي. 

وهناك  من الطرق التقليدية والتجارب البدائية التي أثبتت بقوة فشلها في علاج إدمان المخدرات مهما كانت أنواع تلك المخدرات؛ لأنها لا تترك أي تأثيرات على مراكز الدماغ أو التأثير على الجهاز العصبي المسؤولة عن الوقوع في الإدمان بخلاف أدوية علاج الإدمان والتي يعتمد عليها بقوة في علاج مدمني المخدرات.

كما أن الأعشاب ليس لها أي دور في تخفيف الحدة التي تنجم عن انسحاب المخدرات من الجسم على عكس الأدوية العلاجية التي تخفف من حدة الأعراض الانسحابية للمخدرات، وإنما يُمكن استخدامها داخل مراكز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر بجانب الأدوية، ولا يكون من جراء تلك الأعشاب بمفردها أي فعالية أو دور في تغير سلوكيات الأشخاص المرضى أو التعديل من الأفكار السلبية بل على العكس تمامًا؛ فإن علاج ليريكا بالأعشاب يتسبب في العديد من الأضرار على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام؛ لذا علينا أن نعي الطريق الصحيح والأمثل للتعافي من الإدمان على المخدرات

يُمكنك الإطلاع أيضًا حول:

علاج الإدمان بالأعشاب الطبيعية

كيفية الوقاية من الإدمان في الجزائر؟

في واقع الأمر ومع انتشار العديد من أنواع المخدرات وتفشي الإدمان بتلك الصورة المروعة بكل اشكاله ودخوله إلى المؤسسات التربوية فإن هذا يدعونا إلى التفكير بصورة جدية في وضع الاستراتيجيات التي تبنى على إنشاء مركز علاج الإدمان بالمجان في الجزائر يؤطرها مختصون وخبراء نفسيين من أجل التكفل بالحالات التي دخلت إلى طريق الإدمان بشكل حديث أو التي بدأ التغرير بها في طريق الإدمان خاصة من الأشخاص لاسيما على مستوى المتوسط والثانوي .

عن الكاتب