ما مدة علاج القلق وهل يزول دون علاج؟
إذا أصبح القلق وكثرة التفكير عائقاً، فلا تستطيع الاستمتاع بحياتك خاصةً إذا طالت مدة المرض لأكثر من 6 أشهر أو عدة سنوات.
يرتبط القلق بالخوف من شيء محدد تتجنبه في حياتك اليومية، عندها تتأكد من إصابتك باضطراب القلق العام، وتحتاج للذهاب إلى الطبيب النفسي للعلاج.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ما مدة علاج القلق، وهل يمكن الشفاء من القلق نهائيا، وأفضل النصائح للتخفيف من أعراض اضطراب القلق العام.
جدول المحتويات
هل تقل مدة علاج القلق بالادوية
قد يحتاج الطبيب إلى وصف الأدوية للمريض للمساعدة على علاج القلق، وتختلف من مريض لآخر حسب شدة المرض، وهي:
مضادات الاكتئاب
تشمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين الانتقائية التي أثبتت فعاليتها في علاج حالات القلق الحادة والمزمنة.
تمنع هذه المثبطات عودة النواقل العصبية إلى أطراف الخلايا العصبية، مما تحسن المزاج، وتعالج جميع أنواع القلق ماعدا الوسواس القهري الذي يحتاج إلى جرعات أعلى.
تُعد الاختيار الأول للعلاج ماعدا مثبطات السيروتونين والنورابينفرين لا تُعد الاختيار الأول لعلاج الوسواس القهري.
كما تُعد بطيئة المفعول، وتحتاج إلى 6 أسابيع حتى تجد نتيجة ملحوظة، توضح إحدى الدراسات نسبة فعالية مثبطات السيروتونين التي وصلت إلى 73% بعد 32 أسبوع مقارنةً بنسبة فعالية الدواء الوهمي التي وصلت إلى 11%.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
يُفضل الطبيب استخدامها بدلاً من التعرض لمشكلات البنزوديازيبين على الرغم من عدم فعاليتها في علاج الرهاب الاجتماعي.
قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الاحتباس البولي، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية، والإمساك، والانخفاض المفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف.
حاصرات بيتا (Beta-blockers)
تساعد في تقليل مدة علاج القلق من خلال التحكم في الأعراض العضوية للقلق خاصةً في حالات القلق المعمم (acute anxiety).
البنزوديازيبين (benzodiazepines)
تعطي مفعول سريع بعد نصف ساعة من تناول الدواء، ولكن قد تسبب الإدمان ونقص استجابة المريض للدواء عند استخدامهم لفترة طويلة.
تقل فعاليتها مع الوقت وتسبب أعراض انسحابية وزيادة القلق عند التوقف عن استخدامها، لذلك لا تُعد الاختيار الأول لعلاج القلق.
كم تستمر مدة القلق النفسي؟
لا يوجد وقت محدد معروف لتحديد مدة علاج القلق ، ولكن على الرغم من ذلك يوجد بعض العوامل التي يجب الانتباه لها، وهي:
- العمر.
- الوحدة والتوتر.
- العامل الوراثي للأمراض النفسية.
- الخجل خاصةً إذا كنت صاحب شخصية حساسة.
- البطالة.
- التشخيص والعلاج المبكر.
- وجود مرض عضوي، وعدم قدرة الجسم على القيام بمهامه الحيوية مثل زيادة أو نقصان هرمونات الغدة الدرقية، وعدم انتظام ضربات القلب.
تُحتاج بعض أنواع القلق مثل اضطراب القلق الاجتماعي إلى مدة علاج أطول لبطء الاستجابة للعلاج.
ما هي نسبة هذا المرض في المجتمعات
يُصاب حوالي 31.1٪ من البالغين بالقلق في مرحلة معينة من حياتهم، كما يزداد انتشاره بين النساء أكثر من الرجال، بل قد تحدث انتكاسة للمرض مصاحباً له اكتئاب شديد.
يُعد الرهاب الاجتماعي من أكثر الأمراض انتشاراً بين المراهقين بنسبة 7.1٪ منذ بداية بلوغ 13 عاماً، بل قد يعانون منها لأكثر من 10 سنوات قبل طلبهم للمساعدة.
ما مدة التعافي من القلق بالعلاج النفسي
أوضحت الأبحاث أهمية الأدوية مع الجلسات النفسية في تقليل مدة علاج القلق على المدى الطويل، إذ يُعد القلق مرضاً مزمناً.
لذلك لابد من طلب المساعدة من طبيبك النفسي للتحكم في انفعالاتك، وقد تتعرض للانتكاسة بعد 3 سنوات من التعافي من القلق لعدة أسباب منها:
- مشكلات مادية أو صحية.
- الخوف من الوحدة، وفقدان من تحب.
- التوتر عند استلام وظيفة جديدة.
- حدوث تغيرات كبيرة مثل الزواج أو الانتقال للعيش في مكان جديد.
هل يمكن الشفاء من القلق نهائيا؟
يعتمد مرض القلق على التحكم في مدة علاج القلق ، إذ يتعرض المريض لعدة عوامل تشمل الخبرات الحياتية والبيئية والعامل الوراثي.
وعلى الرغم من ذلك لا يوجد علاج نهائي من القلق لكن يُعد حالة مؤقتة، وتختفي باختفاء السبب.
كيف كانت تجربتي مع اضطراب القلق العام
تعرضت في تجربتي مع اضطراب القلق العام لعدة أعراض أثرت على حياتي من عدة جهات، وهي:
- العزلة الاجتماعية وعدم الرغبة في الخروج من المنزل.
- التعرض لنوبات الهلع.
- الاكتئاب وعدم الثقة في النفس.
- تجنب الالتزام بأي وعود في العمل أو في علاقاتي الاجتماعية.
نصائح للتخفيف من أعراض اضطراب القلق العام
تحتاج لبعض النصائح للتحكم في القلق والتأقلم على الحياة في وجوده، لذلك عليك تذكر أهمية علاج المشكلة من جذورها فإذا عرفت سبب قلقك عالجت مرضك وتخلصت منه.
وأفضل هذه النصائح التي تساعد في تقليل مدة علاج القلق وأعراضه هي:
- تحدث مع شخص تثق به، أحياناً التحدث عن قلقك يساعدك على الهدوء.
- رفض المزيد من الالتزامات في العمل خاصةً إذا كان فوق طاقة تحملك.
- ممارسة الرياضة باستمرار واليوجا والتأمل والتنفس العميق والمشي لبضع دقائق يومياً.
- قد يساعدك مشاهدة فيلمك المفضل أو الاستماع إلى موسيقاك المفضلة أثناء الاستحمام واستخدام الروائح العطرية على التحكم في القلق.
- الحصول على قسط كافي من النوم لمدة 8 ساعات.
- الالتزام بنظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية.
- تناول الأطعمة التي تقلل القلق مثل الشاي الأخضر، والزبادي، والشيكولاتة الداكنة، والسالمون.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية للقضاء على الرهاب الاجتماعي.
هل يزول القلق بدون علاج؟
لا تستطيع التخلص من القلق بدون علاج، لكن يمكن التحكم في مدة علاج القلق من خلال تجربة طرق غير تقليدية أخرى للعلاج، وهي:
الإبر الصينية
يُعد علاجاً صينياً قديماً منذ آلاف السنين، إذ يعالج القلق من خلال إدخال إبر صغيرة ورفيعة في أماكن الضغط في الجسم لإعادة التوازن، وتقليل الألم والتوتر.
أكدت إحدى الدراسات الحديثة في 2018م أن العلاج بالإبر الصينية علاج آمن، ولكن يحتاج إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من مدى فعاليته في تقليل مدة علاج القلق .
التدليك
يمكن استخدام الضغط باليدين واللمس لتقليل القلق والألم، يوجد عدة أنواع من التدليك ويحتاج لوجود رخصة لممارسته مثل التدليك السويدي، والرياضي، وتدليك الشياتسو، وعلاج نقاط الزناد الليفي العضلي (trigger point therapy).
أثبتت إحدى الدراسات الحديثة في 2014م أهمية التدليك في العمليات القلبية للتحكم في القلق.
العلاج بمساعدة الحيوانات
قد يساعدك تقوية العلاقة بين الإنسان والحيوان الأليف مثل الكلاب والقطط على تخطي صعوبات مرض القلق وتدعيم المريض عاطفياً.
يقلل العلاج بمساعدة الحيوانات الشعور بالوحدة، ويساعدك على الشعور بالراحة في التجمعات، ويزيد ثقتك بنفسك، ويقلل مدة علاج القلق المستمر.
العلاج الضوئي
يجب التعرض للشمس باستمرار للحصول على فيتامين د الكافي للتحكم في الشعور بالقلق والتوتر بجانب العديد من الأمراض المؤثرة مثل:
- مرض ألزهايمر.
- مرض السكري النوع الأول.
- ارتفاع ضغط الدم.
- بعض أنواع السرطانات.
- الربو.
يمدك التعرض للشمس بالطاقة ويرفع معنوياتك، ويقلل الشعور بالقلق، لكن لابد من وضع واقي الشمس وارتداء النظارات قبل الخروج.
يُستخدم العلاج الضوئي في القضاء على الاكتئاب، والمشكلات الجلدية، والصداع النصفي، والتئام الجروح.
كما أكدت إحدى الدراسات في 2018م بعد تجربة العلاج الضوئي على 58 مريضاً بالصرع على مساعدتهم في تقليل مدة علاج القلق والاكتئاب.
الموسيقى
تُعد الموسيقى من أفضل الحلول لتقليل مدة علاج القلق ، فهي غذاء الروح، وتمدك بالطاقة التي تساعدك على القيام بأنشطة الحياة اليومية.
يمكنك الاستماع للموسيقى بمفردك أو تعلُم العزف على آلة جديدة أو المتابعة مع الأخصائي النفسي في العلاج بالموسيقى.
تقلل الموسيقى من معدل ضربات القلب المرتفع، ومعدل الكورتيزول، وتحسن الصحة العقلية، وتساعدك على النوم.
الأعشاب
على الرغم من عدم وجود دراسات كافية تؤكد مدى فعالية علاج القلق بالأعشاب إلا أنه يوجد بعض الأعشاب أثبتت مدى تأثيرها في علاج القلق ومنها:
- الكاموميل.
- جذور الفاليريان أو حشيشة الهر (valerian root).
- نبات الحشيش.
- بلسم الليمون أو عشبة المليسة (lemon balm).
ما هي علامات الشفاء من القلق النفسي
يوجد علامات محددة للشفاء من القلق عندما تراها تتأكد من فعالية العلاج في تقليل مدة علاج القلق ، وهي:
- تصبح أكثر ألفة مع أفكارك السلبية وتستطيع تمييزها عن الأفكار الإيجابية.
- تحصل على قسط كافي من النوم، وتستيقظ في اليوم التالي مفعماً بالطاقة.
- ازدياد ثقتك بنفسك، ولا تشعر بالحرج عند التحدث عن تجربتك مع القلق.
- القدرة على التعبير عن مشاعرك.
- الابتعاد عن الأفكار السلبية خاصةً إذا كنت مقدماً على أي شيء جديد.
- تقلل ممارسة الرياضة يومياً من مدة علاج القلق.
ختاماً، تُعد تجربتي مع اضطراب القلق العام تجربة فردية تختلف من شخص لآخر حسب الظروف والمواقف التي يتعرض لها المريض.
فليس سهلاً معرفة مدة التعافي من القلق أو التحكم بها، وعلى الرغم من ذلك توجد بعض الدراسات تؤكد أن مدة علاج القلق لا تستمر أكثر من 7 أشهر ونصف.
المهم ألا تتأخر في طلب المساعدة والعلاج حتى تعود إلى حياتك الطبيعية في أسرع وقت.