تعرف على أهم 10 خطوات تُساعدك على كيفية التعامل مع المدمن المتعافي
التعافي من الإدمان على المواد المخدرة غاية الأهل والمقربين من الشخص المدمن، وحينما يصل إليه المدمن يشعرون وكأن شيئًا اُسترد لهم، ألا وهو الشعور بالراحة من أزمة الإدمان التي لا يُخفى عليهم مآلاتها من وقت لآخر، وعلى الرغم من أن الوصول إلى مرحلة الرصانة من التعافي من المواد المخدرة يأخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا من طاقة المدمن نفسه والأهل إلا أن الأمر لا يتوقف إلى هذه المرحلة بل البحث عن كيفية التعامل مع المدمن المتعافي من الخطوات المهمة لما بعد الرصانة، ولاشك في أن المدمن يحتاج إلى من يُساعده على تثبيت تعافيه من الإدمان؛ لهذا تناول في هذا المقال اعتبارات التعافي وما بعده.
جدول المحتويات
كيفية التعامل مع مريض الإدمان؟
في الحقيقة لا تسير الحياة بإيقاعها الطبيعي في ظل ظروف تواجد شخص مدمن لديك؛ لهذا تحتاج إلى أن تتعرف على طرق التعامل مع المدمن، التي تُساعدك على حماية نفسك من تورطه في الإدمان، ومساعدته أيضًا إلى أن يتمكن من العلاج؛ فتابع معنا الآتي:
قبل فترة العلاج:
- محاولة التعرف على الإدمان:
يُساعدك فهم طبيعة الإدمان على ألا تأخذ أمر إدمان شخص لديك بأمر شخصي، وأن تتفهم أنه يُغير من تركيب عقل المدمن بشكل كلي، لدرجة قد يصعب معها قدرة المدمن على التحكم في تعاطيه للمخدرات، وبهذا تُمهِّل نفسك أمام إقناعه بالعلاج. - محاولة مساعدة المدمن على الاعتراف بمشكلته، وتقبل حالته:
فذلك من الأمور الشاقة لديه، وكثيرًا ما يواجه ذلك بالرفض أو الإنكار، ولكن مساعدتك له بتوضيح ما توصل إليه من أضرار، يُساهم في إيضاح حقيقة الإدمان. - تشجيعه على العلاج:
حثه على أخذ خطوة العلاج؛ يفتح له أفق جديدة نحو التوقف عن الإدمان، وهذا في ضوء تبسيط تجربة العلاج، وإمكانياتها من توفر مراكز علاج إدمان مخصصة تستهدف التعافي للمدمن على أوجه مهنية وإنسانية. - توقف عن دعمه بالمال:
من الخطوات المهمة في التعامل مع شخص مدمن عدم توفر له سبيل لسداد حاجته من المال، وعليك أن تعلم أنه يسعى لجلب المال دون ملل، وبحيل كثيرة، وطرق تصل لحد العنف. - حافظ على حدودك الشخصية:
وصحتك النفسية عند التعامل مع مريض الإدمان؛ فقد يستهدف استنزاف طاقتك معه، حتى لا تُركز عليه.
أثناء فترة العلاج:
التواصل مع الأطباء:
للتعرف على حالته من المعالجين القائمين على البرنامج العلاجي الخاص به؛ مما يُشعر المدمن بالاهتمام، وتكون على اطلاع بمدى التقدم في خطة علاج الإدمان، ومدى تعهد المستشفى من الالتزام بأوجه الرعاية التي تناسب حالته، ويُساعدك المعالجين على إعادة بناء الثقة مع المدمن خاصةً بعد التعرض منه على سلوكيات ضارة، وأيضًا معالجة الصدمة من معرفة إدمانه.
زيارة المدمن بالمستشفى:
الزيارة الداخلية توضح للمدمن مدى تقبلك له، وتُساعده على تقبل نفسه، وتُشجعه على الاستمرار على العلاج من الإدمان.
الحرص على التحدث مع المدمن:
التعرف بشكل مباشر من المدمن عن أحواله في العلاج، يفتح له نافذة للتحدث عن ما إذا كانت لديه دوافع للتعاطي، مما يُساعده للتحرر منها بدلًا من التركيز عليها.
التعامل مع مريض الإدمان يؤهل المقربين فيما بعد إلى كيفية التعامل مع المدمن بعد التعافي من الإدمان؛ حيث أن إرشادات التي يضعها الأهل في الاعتبار عند التعامل مع مريضهم بالإدمان؛ تجعلهم أكثر انتباهًا في التعامل معهم بعد التعافي منه بشكل نهائي.
كيفية التعامل مع المدمن العنيد؟
- مواجهته بشكل مباشر بأمر إدمانه بدليل يؤكد إدمانه دون نبرة صوت اتهامية أو شعور داخلي باتهامه.
- الابتعاد عن أسلوب الرفض، وإشعاره بالذنب؛ فإن ذلك يزيد من مقاومته أمامك.
- إظهر له تفهمك لمعاناته، وأشعره بأنك ترى أحواله تسوء من وقت لآخر، وأن ما يحتاجه من الإحساس بالأهمية أو الاهتمام لن يحصل عليه بالإدمان؛ وهذا يجعله يشعر بأنك متفهم ما يمر به.
- ابتعد عن وصف المدمن العنيد بعدم المسئولية، والإهمال.
- لا تحاول أن تخبره أن لديه القدرة على اختيار سلوكه بالإدمان أو عدم الإدمان؛ لأن المواد الإدمانية تُسيطر على عقل المدمن، وتُصبح تصرفاته نابعة من تأثيرها عليه، وليست صفته أو شخصيته.
- التحدث مع المدمن العنيد بهدوء ونبرة صوت خافته بها قليل من العاطفة وعدم الخوف، بدلًا من الغضب أو العصبية؛ مما يجعله يشعر بالثقة معك، ويُمكنه من التواصل معك دون ضغط، ويُشعر أنه ليس في موقف عدائي معك.
رصد كيفية التعامل مع المدمن بعد التعافي؛ تُعد خطوة مهمة لابد من التركيز عليها كلٍ من المعالجين والأهل؛ خاصةً إذا كان المدمن الذي يطلب العلاج يتصف بالعناد؛ فمن المهم أن يُراعى نقاط كثيرة عند التعامل معه بعد التعافي؛ وأكثر هذه النقاط أن لابد أن يُقدم له الدعم بشكل مستمر.
أعراض التعافي من الإدمان.
التعافي من الإدمان على المواد المخدرة يسير في ضوء مراحل علاجية، وفي ضوء هذه المراحل وإلى الانتهاء منها يظهر على المدمن علامات توضح تقدمه في طريق التعافي وهي كما يلي:
على المستوى العقلي:
يبدو على عقل المدمن تحسنًا ملحوظًا من ناحية الوظائف المعرفية بشكل أساسي؛ فنجد المدمن قادرًا على:
- التفكير الإيجابي الذي يتمركز نحو التعافي أكثر.
- وتكون لديه القدرة على اتخاذ القرارات.
- يكون أكثر استيعابًا وقدرةً على التذكر، والانتباه، والتركيز.
- ويبدو على المدمن قدرًا جيدًا من القدرة على التحدث ووصف مشاعره بشكل جيد.
- يشعر المدمن بالسلامة والكفاءة في عقله.
- القدرة على الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات.
- تحمل مسئولية تعافيك.
على المستوى الجسمي:
- تحسين الحالة الصحية العامة للشخص المدمن.
- تحسين صحة الجلد.
- استعادة الوزن الطبيعي للشخص.
- التحسن من الأمراض المعدية.
- نضارة الوجه والعينين.
- الانضباط في ممارسة التمارين والتدريبات الرياضية.
- الحصول على قدر كافٍ من النوم.
على المستوى الروحي:
- التقرب لله.
- الشعور بالتواضع.
- الإحساس بالأمل والتفاؤل.
- التعامل بلطف مع الذات.
- الاهتمام بالأولويات.
- الشعور بالرضا والامتنان.
- التفكير في الآخرين.
- الشعور بالهدوء والسكينة والصفاء.
- الشعور بالقوة والرغبة في الإقبال على الحياة.
تُساهم أعراض التعافي من الإدمان، في كيفية التعامل مع المدمن بعد التعافي؛ حيث أنها تعطي للمقربين مؤشر بالسهولة للتعامل مع المدمن دون مخاوف أو رفض لحالته، وهذه الأعراض تجعل حالة المدمن والمقربين بها إيجابية.
كم مدة التعافي من الإدمان؟
يوضح الأطباء المختصين بعلاج إدمان المخدرات أن مدة التعافي من الإدمان ليست لها نمط ثابت على كل الأشخاص، يسيرون وفقًا لها في تتابع العلاج، وإنما هي نسبية بينهم، تتوقف على عوامل كثيرة من شأنها تُحدد طبيعة حالة المدمن، ومن ثم توقع المدة؛ لأن هذه العوامل فارقة بين الأشخاص بحسب تجربتهم الخاصة مع علاج الإدمان، و يوضحون إجمالًا أن مدة التعافي تنقسم على شكلان هما الآتي:
مدة علاج الأعراض الانسحابية: تستغرق الأعراض الانسحابية فترة ما بين 10:7 أيام في حال سيرها دون انتكاسة.
مدة التأهيل النفسي والسلوكي: تستغرق فترة التأهيل النفسي من 6:3 شهور، وقد تصل مدة التعافي من الإدمان في بعض الحالات إلى 12 شهرًا.
بعد عرض الفترة التي يقضيها المدمن في العلاج، يتم توضيح كيفية التعامل مع المدمن المتعافي في السطور القادمة.
تعرف على أهم 10 خطوات توضح لك كيفية التعامل مع المدمن المتعافي.
تتضح كيفية التعامل مع المدمن المتعافي بالنسبة للمقربين له فيما يُمكن أن يُقدموه له، وذلك بعد الانتهاء من البرنامج العلاجي، وتتمثل أهم خطوات التعامل مع المدمن فيما يلي:
- مساعدته على الالتزام بنمط الحياة الجديد الذي اكتسبه أثناء فترة العلاج من الإدمان على المخدرات.
- لا تحاول تذكيره بفترة إدمانه على المواد المخدرة.
- اقبل تغييره؛ مما يُساعده على الحفاظ على الرصانة، وتثبيت التعافي.
- كن معه حينما يمر بمشكلة ما، وساعده على إيجاد الحل، ولا تتركه مع مشاعر الضيق والتوتر؛ حتى لا يقع في الانتكاسة.
- تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية الخاصة بالأسرة، والأخرى الخارجية بما يضمن سلامته نفسيًا وجسديًا.
- تشجيعه على تكوين علاقات صحية آمنة، ولكن دون إشعاره بضرورة التعويض أو الضغط عليه بإشعاره بالذنب.
- مساعدته على إيجاد عمل مناسب له.
- لابد من تشجيعه على حضور الجلسات اللاحقة للتعافي في مواعيدها.
- ضبط البيئة التي يعيش فيها المدمن بالابتعاد عن تواجد المواد الإدمانية بها، أو الأشخاص المدمنين أو التحدث عنهم.
- تقبل حدوث الأخطاء من المدمن مثل الانتكاسة أو عدم الالتزام ببعض المهام اليومية التي تخص التعافي.
يُمكنك الإطلاع على مقال: التعرف على حياة المدمن بعد التعافي.
كيفية التعامل مع الانتكاسة بعد التعافي؟
ضرورة متابعة المدمن بعد الشفاء من الإدمان تأتي من الحذر من الوقوع في الانتكاسة، كما أنها توضح احتمالية حدوثها؛ لهذا لا تشعر بالإحباط، والفشل من الإدمان، بل تُعد الانتكاسة أحد خطوات التعافي من الإدمان، وهناك مجموعة من الخطوات التي تُساعدك على التعامل بعد الانتكاسة، وتوضح للأهل كيفية التعامل مع المدمن المتعافي بعد الانتكاسة فيما يلي:
- لابد من طلب المساعدة من المتخصصين على وجه السرعة؛ حتى لا تتطور الإنتكاسة، ويُصعب عليك تركها، وتدخل بعمق في الإدمان مرة أخرى على المخدرات، والبدء في برنامج منع الانتكاسة.
- الحضور مع مجموعات الدعم؛ للتعرف على كيفية مواجهة الانتكاسة حينما تعرضوا لها، وهذا من شأنه أن يُخفف من تأثير الانتكاسة السلبي عليك.
- تجنب المثيرات والمحفزات حتى لا تزيد من رغبتك في تعاطي المخدرات، واستمرار الانتكاسة.
- لابد من إعادة التفكير في الحدود الصحية الخاصة بك، مثل: ابتعد عن المواقف والضغوط التي تُشعرك بالغضب أو الضيق، والأشخاص الذين يتعاطون أو المروجون لها؛ لأنها قد تجعلك تُفكر في التعاطي.
- لا تهمل نفسك بعد الانتكاسة بل احرص على العودة على التركيز على مستوى الرعاية الذاتية النفسية والجسدية؛ فيمكنك ممارسة الأنشطة التي تُساعد على تحسن نفسيتك مثل المشي أو عمل بعض التدريبات الرياضية.
- توقع حدوث الانتكاسة يُساعدك على القدرة على تخطيها؛ حيث تكون منتبهًا لها، وهذا بدوره يُمكنك من وضع خطة للتعامل معها فيما بعد؛ تبدأ بالتعرف على المحفزات التي بإمكانها إثارتك، ومن ثم حدد أكثر ثلاثة طرق تُساعدك على تقليل التوتر، والرغبة في التعاطي مثل: التحدث مع صديق داعم، إلخ.
- اعتبار الانتكاسة إشارة للتعلم؛ تُخبرك شيئًا جديدًا عن نفسك؛ حتى تكون أكثر تحكمًا في نفسك فيما بعد، وأكثر قدرة على التأقلم والتكيف قبل حدوثها.
- لابد من الرجوع إلى العلاج في حال عدم القدرة على التوقف عن التعاطي.
هل يُمكن الزواج من مدمن متعافي؟
نعم، يُمكن الزواج من مدمن متعافي، وقد يقلقن النساء بسبب عدم معرفة كيفية التعامل مع المدمن المتعافي، والحقيقة أن أمر التعامل مع المدمن المتعافي يأخذ اتجاهًا به حرص، ويجب أن تتأكدي قبل إتمام الزواج من قدرته على التعامل مع الحياة بعد الخروج من المستشفى؛ فهذه الفترة مليئة بالصعوبات؛ لمواجهته الكثير من التحديات الحياتية ما بين إثبات نفسه بشكل صحي وابتعاده نفسيًا وبدنيًا عن الإدمان، ويجب أن تتأكدي من الآتي:
- قبولك لتعرضه لأزمة الإدمان، وتحررك من إشعاره بالوصم أو العار.
- التعرف على مدة ابتعاده عن الإدمان؛ لأن ذلك يُساهم بدرجة عالية في نجاح الزواج.
- مدى التزامه على متابعة العلاج.
- التعرف على مدى استعدادك لمساعدته للاستمرار على التعافي من الإدمان.
مصادر الموضوع