فيروس كورونا ومرضى الوسواس القهري
جدول المحتويات
فيروس كورونا ومرضى الوسواس القهري
العلاقة بين فيروس كورونا والأشخاص المصابين بالوسواس القهري علاقة قوية للغاية , حيث أن الإجراءات الوقائية التي تتم من قبل الأشخاص والموصى بها من قبل الجهات المختصة كلها توصي بالنظافة ومن هنا يعاني مرضى الوسواس القهري بشكل كبير من فيروس كورونا مع بقائهم في المنزل , فيتبع الناس الإجراءات الوقائية العديدة يومياً بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ,ويزداد خوف الأشخاص يوماً بعد يوم من التلوث الذي يحيط بهم ومن ثم استعمال المعقمات من الكلور وغيره لأجل التعقيم مع غسل اليدين كلما أمكن ذلك .
ومن هنا يشير العاملين في مجال الصحة النفسية بأن الأشخاص الذين يتصارعون مع القلق واضطرابات الوسواس القهري يشعرون بالعبء الأثقل في تلك الأوقات في ظل انتشار الفيروس المخيف كورونا مع متابعة الأخبار حول الفيروسات التاجية التي تغذي مخاوفهم المتزايدة بالفعل حول التلوث أو المرض .
فيروس كورونا والحفاظ علي الصحة النفسية
ماذا نعني بالوسواس القهري
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري هم أشخاص لهم أنماط للفكر غير منطقية أو غير معقولة مما يدفعه إلى اعتماد سلوكيات متكررة بطريقة قهرية في الأنشطة اليومية مما يتسبب له في حالة من الانزعاج بشكل كبير وتؤثر سلباً على الأداء الاجتماعي والعمل والعلاقات الاجتماعية , خاصة أن هذا الشخص يكرر نفس التصرف أو القيام بالسلوك العديد من المرات في سعيه للتأكد ما إذا قام به على أمثل وجه ما يساهم بشكل كبير في إضاعة الوقت سدى كما أنه يؤثر بشكل سلبي على النمط الحياتي .
تتركز سلوكيات الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري عادة لا علي النظافة فحسب , إنما كذلك الأمر علي التلوث والجراثيم ومن الشكوك ما إذا كان الشخص قد أغلق الباب أو قد أطفأ الأنوار أو غيرها من التفاصيل والسلوكيات التي تتحول إلى الهواجس , حتى إن البعض يركزون علي كلمة يعجزون عن سماعها أو على مسألة النظام وتنظيم الأمور على أتم وجه , فهناك العديد من صور وأشكال الوسواس القهري بخلاف صورة النظافة .
أشار العديد من أطباء الصحة النفسية بأن فيروس كورونا تتسبب في مرض نفسي لدى بعض الأشخاص بسبب الوسواس القهري الناجم عن حالة الخوف من الإصابة بالفيروس التاجي , وقد أضاف الأطباء بأن بعض الأشخاص يعانون في الظروف العادية من الخوف من التلوث سواء في المنزل أو في العمل , وفي ظل تفشي فيروس كورونا وانتشار العديد من النصائح الوقائية فقد أصبح الوسواس القهري يزداد بشكل كبير مع غسل اليدين في كل دقيقة بالإضافة إلى رش الكلور كلما مر شخص من المكان .
وفق المعهد الوطني للصحة العقلية فإن هناك ما يزيد عن 31% من الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من اضطراب القلق في مرحلة ما من حياتهم خوفاً من التلوث , والاعتقاد بأنهم يلتقطون الأمراض , وذلك الشكل الأكثر شيوعاً لاضطراب الوسواس القهري , وهي حالة مزمنة يعاني منها الأشخاص من الأفكار والسلوكيات المتكررة التي لا يمكن السيطرة عليها والتي تؤثر على ما يقرب من 1.2% من البالغين من الأمريكان .
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالاستمرار في غسل اليدين ليس بصورة مستمرة ولكن في أوقات محددة مثل بعد العطاس وقبل تناول الطعام وغيرها من الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا .
الوسواس القهري وكورونا
يعد مرض الوسواس القهري العصبي من أكثر مشاكل الصحة العقلية التي يواجهها الناس أثناء تفشي الفيروسات , ومن بينها بالطبع فيروس كورونا المستجد الذي قد ذاع صيته بشكل كبير بين أبناء المعمورة , وكما أن البعض يعانون من الرهاب الجرثومي , بالإضافة إلى أن الوضع الحالي يمكن أن يتسبب في تفاقم حالهم , وهذا النوع من الحالات يولد لدي صاحبه الأفكار المتكررة بالإضافة إلى الرغبة الجامحة لفعل معين وبصورة ملحة جداً .
وفي واقع الأمر فإنه عادة ما يتم تشخيص مثل تلك الحالات متأخراً بسبب حالة الخجل عن الإفصاح عن وجود مثل هذه الأعراض لدى الشخص , كما أن أكثر السلوكيات التي ترتبط بمرض الوسواس القهري هو الغسل المتكرر لليدين , حيث أشارت الدراسات بأن هناك ما يزيد عن 87% من الأشخاص المرضى لديهم التصرفات القهرية من غسل اليدين بشكل متكرر والذي يعتبر الأكثر شيوعاً في الأطفال وبين الأشخاص في مرحلة المراهقة .
الوسواس القهري والأطفال في زمن كورونا
في واقع الأمر فإن بعض أنواع الميكروبات لديها القدرة على التأثير على الجهاز العصبي للأطفال مما يؤدي إلى حدوث تطور في أعراض الوسواس القهري بصورة مفاجئة , وفي حقيقة الأمر فإن مرضى الوسواس القهري قد زاد , وقد أصبح جل تفكيرهم اليومي الدائم هو كورونا , ويعتبر هذا الجزء من العلاج لتلك الفئة من الأشخاص المرضي هو الاستغناء عن غسل اليدين بالإضافة إلى الخروج من المنزل , وبالطبع فإن هذا يتنافى مع إرشادات الوقاية من فيروس كورونا الموصي به عالمياً من منظمة الصحة العالمية .
هل يزداد أعداد الوسواس القهري في عصر فيروس كورونا
في واقع الأمر فإن مرض الوسواس القهري مرتبط منذ زمن بعيد بالعديد من الأمراض سببها العدوي الفيروسية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة ومرض الزهايمر على سبيل المثال لا الحصر , ومن هنا يتوقع الباحثون زيادة بشكل كبير في حالات ارتباط كورونا بالوسواس القهري إذا ما تم السيطرة عليه , وفي واقع الأمر فإن تجنب مسببات القلق في المستقبل والتكييف مع الوضع الحالي .
حيث أن القلق والتوتر النفسي يزيد من مستوى هرمون الكورتيزول والأدرينالين في الجسم ومن ثم فقد أكدت الدراسات بأن هناك علاقة قوية بين تلك المشاعر السلبية وبين مستويات الأدرينالين في الجسم ,بالإضافة إلى ذلك فإن التنفس العميق ببطء أو من خلال التأمل أو ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في تنظيم مستويات الكورتيزول في الدم , ومن ثم التخفيف من حدة القلق المرتبط بزخم الأخبار اليومية وما يتداول بقوة على الشاشات ومواقع السوشيال ميديا حول فيروس كورونا .
الوسواس القهري وأخبار كورونا
من المهم بشكل كبير أن يتواصل مرضي الوسواس القهري مع الأطباء والاستشاريين النفسيين إن كانوا يكافحون من أجل التأقلم مع تلك الجائحة الفيروسية , حيث أن فهم كيفية التعامل مع القلق أو الرهاب الجرثومي والتغلب عليه هو العلاج الوحيد لمثل تلك الحالات , وبلا شك يتحتم علي الأشخاص المرضي في تلك الحالة الالتزام بإرشادات المعالج النفسي الخاص به , كما يعتقد المختصون بأن القلق بشكل عام يعد ظاهرة طبيعية تساعدنا عيل السيطرة علي وضعنا الحالي ولكن بالنسبة المقبولة .
كما أن من أبرز سلبيات العالم الرقمي هي حجم المعلومات التي تتاح يومياً , حيث تتغير النصائح من بلد لأخرى وداخل البلدان نفسها في بعض الأحيان ومن هنا فإننا نوصي الجميع وعلى وجه التحديد الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري بعدم الإفراط في متابعة الأخبار بالإضافة إلى الاعتماد على الأخبار الموثوق فيها .
الوسواس القهري ووسائل التواصل الاجتماعي في عصر كورونا
في حقيقة الأمر فإن تلك المرحلة صعبة للغاية على من يعانون من الاضطراب الوسواسي القهري والذين ترتفع نسبهم حول العالم لاعتبارهم يسجنون في داخل أفكارهم وهواجسهم وسلوكياتهم فحينما تتحول الأمور في ذاك الاتجاه فإنهم يشعرون أن العام يشكل خطراً عليهم وأنه يشكل خطر عليهم , وأنه لا مكان لهم من التحرر من تلك المخاوف فكيف أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تلك الهواجس والمخاوف , كأن تلك الهواجس والأفكار قد أصبحت حقيقة فتؤكد لهم أن خوفهم منطفي ومبرر مما يزيد تخوفاً مما يحصل .
مع العلم بأن بعض الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري يعانون من تشقق يديهم بسبب شدة البب شدة الغسل المتكرر طيلة النهار , ولا شك أن تلك المرحلة في ظل انتشار فيروس كورونا مواتية اليوم لتبرير الهواجس وهذا ما يجعل المرحلة التي نعيشها مع انتشار فيروس كورونا الأصعب علي مرضي الوسواس القهري فيعانون بصورة أكبر , فهم يعانون من مشاكل أخرى ناجمة من كثرة التعقيم والتنظيف فتلك السلوكيات إذا زادت إلى حد كبير بعد أن وجدوا أن ثمة ما يبررها .
نصائح لمرضى الوسواس القهري حول فيروس كورونا
سنتعرف من خلال طيات هذا الموضوع حول العديد من النصائح بشأن حماية الصحة العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا , حتى لا تتحول في النهاية إلى شخص مريض بالوسواس القهري , وتتمثل تلك النصائح فيما يلي :-
1-الحرص كل الحرص على ما تقرأ , والحد من الوقت الذي تقضيه في قراءة ومشاهدة الأخبار .
2- اختيار المصادر الموثوقة لأجل الحصول على المعلومات والابتعاد عن الإشاعات .
3- الحرص على النظافة وغسل اليدين بشكل مستمر ولكن الحذر من الإفراط في تلك الأمور .
4- الحرص كل الحرص على أخذ الاستراحة من وسائل التواصل الاجتماعي وقراءة الكتب أو الاستماع إلى القرآن وقضاء الوقت في الأمور النافعة لدينك ودنياك , مع الابتعاد عن البحث عن مقالات جديدة حول فيروس كورونا .
5-الحفاظ على شرب الماء وممارسة الرياضة مع تناول الطعام الجيد ومحاولة التعرض إلى أشعة الشمس كلما أمكن ذلك .
6-بالرغم من حظر التجوال البقاء في المنزل أطول فترة ممكنة , فمع البقاء في المنزل إلا أنه يجب التأكد من الاتصال مع بعض الأشخاص كما هو حالك في أغلب أوقات التوتر , فنحن بحاجة دوماً إلى الدعم من خلال الأشخاص المقربين .