علاج اضطراب الهوية الجنسية
ولادة الطفل تتزامن مع تسجيل الأوراق التي تحدد جنس المولود سواء ذكر أو أنثى تبعًا للأعضاء التناسلية وشكل جسده الذي يوضح نوعه وطبيعة حياته في السنوات التي سيعيشها، قد يبدو هذا الأمر طبيعيًا لدى الكثير من الناس ولكن ماذا عن الأشخاص التي تعاني من اضطراب الهوية الجنسية فنجد فتاة محبوسة في جسد ولد أو العكس.
علاج اضطراب الهوية الجنسية من أهم الأمور الواجب الاهتمام بها لعيش حياة صحية، ولكن للأسف لا يقدر الكثير من الناس الاعتراف بوجود هذا الاضطراب وخاصةً في مجتمعاتنا الشرقية التي تعتبر هذا الاضطراب وصمة عار، مما يجعلهم يلجأون إلى عمليات التحول الجنسي.
جدول المحتويات
اضطراب الهوية الجنسية
يعرف باضطراب الهوية الجندرية(Gender Identity Disorder) وهو اضطراب جنسي حسب الدليل الأمراض النفسية الأمريكية وليس بسبب نفسي أو عقلي، ويتسم هذا الاضطراب بأن صاحبه يشعر بأنه في جسد غير الذي ينتمي إليه عقله، مما يجعل الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يرفضون اجسامهم ويحاولون إخفاء علامات البلوغ لديهم، فنجد الفتاة تحاول إخفاء نمو الثديين أو يغضب الولد من خشونة الصوت ونمو شعر الجسد، ولا يتوقف الأمر عند الشعور بالضيق وانما يشعر المرء أنه يجب أن يكون ضمن الجنس الأخر ويشمئز من نفسه وجسمه.
لا يمكن وصف الشخص بأنه مصاب بهذا الاضطراب إلا إذا كان هناك دليل ملموس وليس فقط مشاعر ضيق من وقت لأخر، حيث نجد ولد يحاول ارتداء ملابس نسائية ويرى أن هذا هو شكله المناسب أو فتاة تلعب مع الأولاد ولا تحب شعور كونها أنثى وقد تكون مشمئزة من علامات البلوغ عندها أيضًا، والجدير بالذكر أن علاج اضطراب الهوية الجنسية مهم للغاية لعيش حياة مستقرة لذلك من الضروري التواصل مع مستشفى الوعي الجديد.
ما هو سبب اضطراب الهوية الجنسي؟
حتى وقتنا الحالي لا يوجد تفسير علمي يوضح لنا السبب الرئيسي لاضطراب الهوية الجنسية، ولكن هناك بعض البحوث التي تتوقع أن الحالة تبدأ من المرحلة الجنينية للشخص ويرجع سببها إلى اختلال هرموني مما يسبب عدم توازن بين الأعضاء الجنسية وتقبل الدماغ لها.
يوجد اتجاه آخر لتفسير سبب هذا الاضطراب ويرجح أن السبب هو أن تجربة الأطفال ملابس الجنس الآخر في مراحل عمرية مبكرة وأعجابهم بها ولو عن طريق المزاح وتكرار هذه التجربة يزرع فيهم تخيلات مختلفة عن جنسهم بصورة غير واعية ويتطور هذا الفكر مع تقدم العمر.
أعراض اضطراب الهوية الجنسي
يبدأ اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال من عمر السنتين ويمكن ملاحظته من خلال تصرفاتهم التي يفعلونها على أساس أنهم ينتمون للجنس الأخر، وفي بعض الحالات تظهر الأعراض قبل مرحلة البلوغ بفترة أو خلالها، وينشأ داخل الفرد تشتت ما بين هويته الداخلية وشكل جسمه المحدد لنوع لا يشعر بالانتماء له، لذلك قبل معرفة علاج اضطراب الهوية الجنسية نتعرف على أبرز أعراض هذا الاضطراب، وهي:
- الشعور بالنفور من شكل الجسد ومحاولة إخفاء علامات البلوغ الأولية أو الثانوية.
- التشبه بالجنس الذي يشعر بالانتماء له سواء في شكل الشعر أو الملابس أو حتى طريقة الكلام.
- يختار الشخص أسم له يدل على الجنس الأخر ويصر على مناداة الجميع له بهذا الاسم.
- تجنب الاستحمام أو تبديل الملابس حتى يتجنبوا رؤية أو لمس أعضائهم التناسلية.
- العزلة الاجتماعية.
- الوحدة والاكتئاب من علامات هذا الاضطراب وتحدث بسبب عدم تقبل الشخص للاختلاط في المجتمع بهذا الجنس لهذا من المهم علاج اضطراب الهوية الجنسية في أقرب وقت.
- الميول الانتحارية تزداد في حالة عدم علاج اضطراب الهوية الجنسية.
- الرغبة في التعامل مع الجنس الذي يشعر المرء أنه منتمي له.
- تحقير النفس وانخفاض معدل احترام الذات.
- النفور الشديد من أعضائهم التناسلية لدرجة أن بعض المصابين بهذا الاضطراب يقوموا بأذية أنفسهم.
موضوعات ذات صلة
التحرش الجنسي ظاهرة مرضية أم انفلاتًا أخلاقيًا
علاج اضطراب الهوية الجنسية
لا يمكننا القول حتى وقتنا هذا أنه يوجد عقار معين يساعد في علاج اضطراب الهوية الجنسية، حيث يكون العلاج عبارة عن عدة خطوات وخيارات بما يتناسب مع كل حالة، ويتلخص علاج اضطراب الهوية الجنسية فيما يلي:
1_ العلاج النفسي
يعتبر من أهم خطوات علاج اضطراب الهوية الجنسية لأن هذا الاضطراب عادةً ما يصاحبه القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل بسبب عدم تقبل أقرانهم لهم وعدم تفهم الأسرة ما يمر به الطفل من تغيرات وقد يتعرض للتحرش وخاصة في العمر المبكر، كما يساعدهم الطبيب في فهم ما يشعرون بهم وتقبل اجسامهم بشكل أو بأخر.
2_ مثبطات البلوغ (puberty suppression)
هي عبارة عن مشتقات من هرمون موجهة للغدد التناسلية يعطى للأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب بهدف تأخير موعد البلوغ حتى يتقبلوا اجسامهم أو يحددوا الجنس الذين يودون الانتماء له، ويعطى هذا الدواء على شكل كبسولة تحت الجلد وتجدد سنويًا أو عن طريق الحقن ويكون شهريًا أو كل 3 أشهر.
على الرغم من مميزات هذا العلاج ونفعه في الحد من الأفكار الانتحارية وتقليل الاكتئاب كما يساعد في تجنب الجراحة في بعض الحالات بفضل إعطاء الطفل الوقت الكافي حتى يفهم طبيعة جسمه ويتقبلها إلا أن له بعض العيوب، وهي:
- الهبات الساخنة.
- زيادة في الوزن مما قد يؤثر نفسيًا في بعض الأطفال.
- الصداع الشديد.
- التورم في حالة استخدام الحقن.
- احتمالية عالية للإصابة بالعقم في المستقبل.
3_ العلاج الهرموني
يقوم الطبيب في هذه المرحلة بوصف الهرمونات المحفزة لظهور علامات البلوغ الثانوية للجنس الذي يريد الشخص الانتماء له، فعلى سبيل المثال يقوم الطبيب بوصف هرمون التستوستيرون للذكر المحبوس في جسد امرأة مما يحفز نمو الشعر وخشونة الصوت، وفي المقابل يصف الطبيب هرمون الإستروجين للأنثى المحبوسة في جسم ذكر مما يحفز نمو الثديين ويساعد على ظهور باقي الصفات الثانوية للمرأة.
4_ عمليات التحول الجنسي
يعتبر التدخل الجراحي هو الحل الأخير لغرض علاج اضطراب الهوية الجنسية ويجرى تحت إشراف طبي متخصص في هذه الجراحات، فيقوم الطبيب بإزالة الأعضاء الجنسية واستبدالها باعضاء الجنس المقابل أو تحويرها لتشبه أعضاء الجنس الذي يريد أن ينتمي له الشخص.
مضاعفات اضطراب الهوية الجنسية
إهمال علاج اضطراب الهوية الجنسية يسبب الكثير من المضاعفات التي يمكنها أن تعيق حياة الفرد، فمن المحتمل الإصابة بالاكتئاب والقلق أو الرهاب الاجتماعي مع زيادة احتمالية الانتحار، مما يجعلهم لا يستطيعون الاندماج في الدراسة أو الحياة الاجتماعية كما يمكن أن يكونوا عرضة للتحرش بصورة أكبر.
اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام
لا تنكر الشريعة الإسلامية وجود اضطراب الهوية الجنسية كمرض حقيقي كما يعتقد البعض، كما أن الغرض الأساسي للشريعة الإسلامية عيش حياة مستقرة أمنه تحت الضوابط الشريعة، فالأصل فأمر إجراء عمليات التحول الجنسي هو المنع والرفض في حالات الهوس بتغير الجنس أو الأسباب الواهية، ويجوز إجراء هذه العمليات في الحالات التي لا يكون للشخص جنس محدد بس امتلاكه أعضاء الذكورة والأنوثة معًا (خنثى) فيتم تحويل الجنس حسب ميول الشخص الداخلية، كما يوجد بعض الحالات التي يشرع فيها التحول الجنسي في حالات الاضطراب الحادة التي لا ينجح فيها العلاج النفسي أو الهرموني وذلك وفق الضوابط التي وضعها الأزهر الشريف.
مازال علاج اضطراب الهوية الجنسية يشغل بال الكثير من العلماء بسبب كونه اضطراب مستحدث كما لا يجرؤ البعض عن الإفصاح به، لذلك الدعم الأسري والوعي الاجتماعي قادر على خلق جيل جديد أكثر وعيًا بالاضطرابات الجنسية التي يمكن أن تصيب أي شخص حولنا.