علاج النرجسية في الإسلام
علاج النرجسية في الإسلام يبدأ من توجيه الإنسان إلى اتباع تعاليم القرآن الكريم في التعامل مع الآخرين، حيث أن الدين الإسلامي جعل التواضع والمحبة من أهم الأساسيات التي تربط العلاقات البشرية بضعها البعض، ويعد هذا الأمر هام جدًا بالنسبة للشخصية النرجسية التي يعرف عنها التعامل بكبر وغرور مع جميع البشر من حولها، وبالإضافة إلى ذلك تتعامل مع مشاعر الآخرين على أنها أمر لا يستحق الاهتمام، ولذلك تعاني كثيرًا من اضطراب علاقاتها مع الأصدقاء أو الأهل لصعوبة التأقلم مع تلك السلوكيات، وعلى الرغم من اتباع الكثير من الأشخاص علاج النرجسية في الإسلام إلا أنه لا يعتبر حل نهائي لتلك المشكلة، حيث أوضح أطباء مركز الوعي للطب النفسي أن الشخصية النرجسية أحد الاضطرابات السلوكية التي تتطلب التأهيل والدعم النفسي إلى جانب العلاج الدوائي في بعض الحالات من أجل التحكم في الأعراض الجانبية .
جدول المحتويات
ما هو اضطراب الشخصية النرجسية ؟
الاضطرابات الشخصية التي تنتشر بين البشر تضم اضطراب الشخصية النرجسية، والذي يعد من أخطر الاضطرابات السلوكية التي تهدم منظومة العلاقات البشرية، حيث أن الشخصية النرجسية تعاني من اضطراب العاطفة التي تعتبر هي سر بقاء الجنس البشري، والشخص النرجسي يرى نفسه في مركز الكون والجميع يدور من حوله، وكذلك يعاني من هذيان العظمة وعشق الذات والرغبة في التسلط على الآخرين، كما يسعى مصاب النرجسية إلى تحقيق كافة مطامعه الشخصية دون وضع أي حدود للوقوف عندها مراعاة لمشاعر ومصالح الآخرين، حيث يفتقر إلى الرحمة والإحساس بالغير .
وبالإضافة إلى ذلك يسيطر على الشخصية النرجسية شعور الجشع والأنانية والرغبة في تملك ما يملكه الآخرين، وجميع الصفات السابقة ليست دليل على قوة الشخصية النرجسية بلا تصدر لإخفاء الفراغ الداخلي، والشعور بالنقص وفقدان الثقة بالذات، لهذا نلاحظ أن جميع العلاقات الاجتماعية في حياة الشخصية النرجسية تتميز بالتذبذب وعدم الاستقرار، وينطوي هذا الأمر على الأهل والأصدقاء والزوجة .
ولذلك علاج النرجسية في الإسلام يهدف إلى تنمية المحبة والتواضع في النفس البشرية وفقًا لتعاليم الدين، ولكن الشخصية النرجسية تحتاج أيضًا إلى العلاج والدعم النفسي تحت إشراف الخبراء والأطباء النفسيين، وبالإضافة إلى ذلك مركز الوعي للطب النفسي يوفر البيئة الصالحة للتعافي .
أعراض الشخصية النرجسية
الحديث عن علاج النرجسية في الإسلام يتطلب منا تناول أعراض الشخصية النرجسية، والتي تؤثر بشكل سلبي على حياة الإنسان والأشخاص من حوله، ومن أهم تلك أعراض ما يلي :
- الرغبة الشديدة في الفوز باستحسان الآخرين .
- إظهار ثقة مفرطة بالذات .
- إحساس الشخصية النرجسية بأنها الأفضل .
- التصرف بتعالي وتكبر على جميع الأشخاص ولذلك يسعى علاج النرجسية في الإسلام إلى تعديل تلك السلوكيات .
- عدم القدرة على تكوين حياة زوجية سعيدة بسبب سلوكيات وطباع الشخصية النرجسية التي يغلب عليها السلوك الدرامي والانفعالي، وغالبًا ما يكون الطلاق هو نهاية زواج الشخصية النرجسية .
- كما أن الشخصية النرجسية لا تستطيع التعبير عن مشاعرها مما تعطي للآخرين انطباعًا بأنها شخصية جافة وعديمة الرحمة .
- السخرية والاستهزاء من الآخرين بشكل دائم .
- تؤمن بأنها صاحبة الحكمة والرأي الصواب في جميع المواقف الحياتية .
- لا تتقبل الانتقادات السلبية التي قد تتعرض لها .
- تتصرف بطريقة مختلفة عن الآخرين لكونها شخصية فريدة ولا تقارن بأحد .
- تتعامل مع الأهل والأصدقاء بطريقة مستهترة وغير مبالية لمشاعرهم .
- لا تحترم خصوصية الأشخاص من حوله .
- الشخصية النرجسية تصب كل اهتماماتها نحو الأمور التي تجذب وتلفت الانتباه .
- ترغب في الإحساس بالاهتمام الدائم من الآخرين .
- الشخصية النرجسية في حاجة مفرطة إلى سماع عبارات المدح والتعظيم .
- تتحدث عن جميع انجازاتها بطريقة التهويل والمبالغة .
- من الأمور البديهية التي تؤمن بها الشخصية النرجسية هي اقتداء الناس بنصائحها وأفكارها، لأنها دائمًا على صواب .
- ترى الشخصية النرجسية بأنها لا تخطيء .
- قد تتبع الأسلوب العدواني لتحقيق مصالحها .
- تتحدث عن مواهبها وقدراتها على أنها خارقة .
- لا تستطيع الشخصية النرجسية العمل تحت قيادة شخص آخر لإحساسها بالأفضلية .
- غير واقعية، حيث تضع خطط وأهداف مستحيلة في ظل الإمكانيات المتاحة ايمانًا بقدراتها ومواهبها .
- تشعر بالغيرة المفرطة من نجاحات الأشخاص الآخرين .
- تقلل من قدر وشأن الأشخاص الأعلى منها .
- تتحدث بطريقة استهزائيه عن مشاعر الآخرين .
- الإيمان بأن جميع الأشخاص يغارون منه ومن قدراته .
- عدم القدرة على تقبل اختلاف الأشخاص من حوله .
- العلاقات الاجتماعية تكون غير مستقرة .
الشخصية النرجسية والحب
علاج الشخصية النرجسية في الإسلام يدفعنا إلى محاور هامة مثل علاقة الشخصية النرجسية بالحب، والمقصود هنا ليس الحب وفق منظور الشخص النرجسي الذي يميل إلى حب ذاته فقط لأنه شخص أناني، ويسعى إلى استغلال الآخرين لتحقيق الرغبات والاحتياجات الشخصية تحت ستار الحب، ولكن هنا نقصد حب العاطفة المبني على الأخذ والعطاء والتضحية والمشاركة المتبادلة من الطرفين .
ولكن الشخصية النرجسية تفتقر إلى تلك المفاهيم والمبادئ في نمط علاقاتها الاجتماعية، حيث لا ترى سواء مصالحها ورغباتها دون الاهتمام بمشاعر الآخرين، ولذا يصعب على أي شخص تقبل تلك السلوكيات .
أما من ناحية العاطفة لا تبالي الشخصية النرجسية بأي شخص أحبها أو أظهر لها مشاعر الحب والاهتمام، وتتعامل مع هذا الحب على أنه حق مكتسب، وكذلك تبتعد عن الشخص المقرب لها في حال توقفه عن إلقاء عبارات المدح والتعظيم وإظهار الاهتمام والحب، ومن الناحية العاطفية يكون من الصعب على الشخص النرجسي تكوين علاقة عاطفية سوية، حيث لا يعير أي اهتمام لمشاعر الطرف الآخر، ودائمًا ما يمتنع عن الاحتفال بالمناسبات واللحظات الجميلة التي يريد أن يشاركها الحبيب معه .
علاج النرجسية في الإسلام
عزز الإسلام المحبة والأخوة بين الناس ودعي إلى التسامح والمشاركة ونصح الإنسان بالابتعاد عن الكبر والأنانية، ووضع الأجر والثواب على التواضع والمعاملة الطيبة وجعل الغرور والكبر واحتقار الناس أحد أبواب النار وذلك ما أوضحه حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أهلَ النارِ كلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ، وأهلُ الجنةِ الضُّعَفَاءُ المَغْلوبُونَ) .
ومن آيات القرآن الكريم التي نهت عن الكبر قول الله تعالى (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) .
وفي حديث شريف عن ابن عباس رضي الله عنه قال لا أرى أحدًا يعملُ بهذه الآيةِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} حتى بلغ: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} فيقولُ الرجلُ للرجلِ: أنا أكرمُ منك! فليس أحدٌ أكرمُ من أحدٍ إلا بتقوى الله) .
وعلاج النرجسية في الإسلام يكون من خلال حضور مجالس الذكر والدين والمشاركة في الجنائز، والحث على مساعدة المصاب والوقوف إلى جانب الجار والصديق في المصائب والشدائد وإكرام الضيف والمعاملة الحسنة مع الأهل والأصدقاء .
علاج اضطراب الشخصية النرجسية
وعلى الرغم من ذلك التأهيل النفسي هام جدًا في علاج الشخصية النرجسية، حيث ذكر أطباء مستشفى الوعي للطب النفسي أهمية العلاج النفسي الذي يساعد الشخص النرجسي على التخلص من السلوكيات المنبوذة التي يتصف بها .
ومن أهداف العلاج النفسي للشخصية النرجسية التالي :
- التواصل بطريقة أفضل مع الآخرين .
- البحث عن سبب احتقار وغيره الشخصية النرجسية من الأشخاص المقربين .
- التفاهم بشكل جيد مع المشكلات المتعلقة بتقدير الذات .
- التعرف على القدرات والمهارات الحقيقية لتقبل الانتقاد والنصيحة .
- التخلص من المثالية الزائفة في تحقيق الأهداف .
- العمل على تكوين علاقات اجتماعية يسودها التعاون والمحبة .
وإلى جانب ذلك العلاج بالأدوية يلجأ له بعض الأطباء للتخفيف من العوارض الجانبية، والمتابعة بعد التعافي كما يوفرها مركز الوعي للطب النفسي هامة جدًا .
وبهذا نكون قد تعرفنا على علاج النرجسية في الإسلام الذي حث على أهمية حضور مجالس البر والتقوى لتعديل السلوكيات الخاطئة، وذلك إلى جانب العلاج والتأهيل النفسي الذي يعتبر خطوة فارقة في حياة الشخصية النرجسية .
موضوعات ذات صلة :