علاج الإدمان ومعايير التعافي
الخطوة الأولى في علاج الإدمان ومعايير التعافي سرعة التواصل مع مستشفى متخصص لعلاج الإدمان والطب النفسي معَا، ذلك لخضوع المدمن إلى برنامج علاجي دقيق وملائم لوضعه الصحي، وخطوات علاج الإدمان ومعايير التعافي تكون على النحو الآتي:
1_ التشخيص المزدوج والتقييم
علاج الإدمان يحتاج إلى خطة مدروسة من فريق طبي يقدم للمريض احتياجاته الأساسية، لذا يبدأ فريقنا الطبي بمرحلة التشخيص المزدوج التي تتم تحت إشراف كلًا من طبيب بشري عام وأخصائي نفسي واستشاري علاقات، وتشمل هذه المرحلة الفحص البدني الشامل بإجراء الآتي:
- فحوصات القلب والصدر.
- التعرف على تاريخ الإدمان والأسباب وراء حدوث الإدمان.
- تحاليل لمعرفة هل يعاني من أي أمراض مزمنة أم لا.
- تحليل الدم لتحديد نسبة المخدر في الجسم.
- تحليل مستوى السكر في الدم.
- تحاليل وظائف الكبد والكلى.
والشق الثاني من علاج الإدمان هو التشخيص النفسي لمريض الإدمان لتحديد الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض، وهل يعاني من اضطراب نفسي أم لا بسبب الإدمان، وبهذا الشكل يجمع الطبيب تقرير شامل عن الوضع الصحي للمريض لوضع بروتوكول علاجي يستهدف احتياجاته الفردية.
جدول المحتويات
2_ العلاج الدوائي
المرحلة الثانية من علاج الإدمان تطبيق أحدث بروتوكولات سحب السموم، وكتابة روشتة التعامل مع الأعراض الانسحابية بالحد من صعوبتها، ويتم توضيح مقدار الجرعات ومدة استخدام الدواء، علمًا بأنها مجموعة من العقاقير المصرح به من وزارة الصحة في إدارة الأعراض الانسحابية للمواد المخدرة، ومن أبرزها التالي:
- دواء نالتريكسون.
- مضادات الاكتئاب.
- الكلونيدين.
- دواء ديكسميديتوميدين.
وفي تلك الأثناء تتم مراقبة المريض على مدار الـ 24 ساعة من قبل طاقم تمريض مدرب على مستوى، للتأكد من استقرار المؤشرات الحيوية للمريض والتدخل الطبي اللازم في حال وقوع أي مضاعفات جسدية أو نفسية، ويكون ذلك ضم بيئة علاجية تتمتع بكافة المعايير والضوابط العالمية لاستقرار، واسترخاء المريض في أجواء هادئة بعيدًا عن الضغوطات والتوترات اليومية.
3_ العلاج النفسي والتأهيل السلوكي
إحدى الأخطاء الشائعة التي يقع بها المدمن وأفراد عائلته هي التوقف عن العلاج بعد انتهاء مرحلة سحب السموم، والحقيقة أن التعافي النهائي من الإدمان يبدأ مع العلاج النفسي والتأهيل السلوكي للمدمن، الذي يركز على معالجة الأسباب النفسية والاجتماعية والأسرية وغيرها التي تسبب في حدوث الإدمان من البداية، فضلًا عن إعادة توجيه المريض بالتخلي عن الأفكار السلبية واستبدالها بالأفكار الإيجابية.
كما أن الطبيب المعالج يركز على معالجة السلوكيات الإدمانية لبناء حياة صحية خالية من المخدرات، وتطوير جوانب الحياة المختلفة ليتمكن من العودة للدراسة أو العمل وغيرها، ويعتبر الخطوة الأولى في رحلة الوقاية من الانتكاسة بعد تحقيق التعافي، ومن أهم برامج العلاج النفسي لمعالجة المدمن التالي:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- جلسات العلاج الفردي بالكلام.
- برامج التأهيل السلوكي.
- العلاج التحفيزي المعزز: لتوضيح الخطوات الضرورية لنجاح خطة العلاج، وبناء حياة صحية بعيدًا عن طريق الإدمان بمساعدة الأخصائي النفسي والمرشد السلوكي.
- العلاج الجماعي.
- برنامج الـ 12 خطوة: أحد أشكال العلاج الجماعي لتبادل الخبرات والنصائح حول الاستمرار في رحلة العلاج والتعافي من الإدمان.
- الإرشاد الأسري: الذي يوضح لأفراد الأسرة الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض خلال فترة العلاج، وبعد مغادرة المستشفى لمنع حدوث الانتكاسة فضلًا عن تقوية الرابط المعنوي والعاطفي بين المريض وأفراد أسرته أحد أهم معايير تحقيق الاستجابة للعلاج.
4_ مرحلة المتابعة بعد التعافي
بعد مغادرة المريض لا تتخلي المستشفى عن مسؤوليتها تجاه المريض، حيث يتم وضع برنامج متابعة يشمل عدد من الجلسات الأسبوعية لمقابلة المتعافي، ومتابعة استقراره النفسي والصحي والتأكد من عدم ظهور أي من مؤشرات الانتكاسة، والاستمرار في برامج التأهيل الاجتماعي لعودة المتعافي إلى ممارسة حياته بصورة طبيعية، والاندماج في الحياة الخارجية والتصدي لأي محاولات قد تعيده إلى الإدمان مرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك تقديم جلسات الإرشاد الأسري التي تساعد أفراد العائلة على تعلم كيفية التعامل مع المتعافي، وما هي معايير البيئة التي يمكن توافرها لضمان استدامة التعافي بعيدًا عن التعاطي والإدمان على المخدرات، وبهذا الشكل يضمن الفريق الطبي تحقيق التعافي للمدمن نهائيًا.