fbpx

الإحتراق الوظيفي و مخاطره على الصحة النفسية

نشر على, أغسطس 21, 2024. بواسطة asmaa sayed
الإحتراق الوظيفي

الاحتراق الوظيفي ليس مجرد حالة عابرة من الإرهاق، بل هو اضطراب نفسي يمكن أن يترك أثراً عميقاً على الصحة النفسية والجسدية للأفراد وبينما يسعى العديد لتحقيق التميز المهني، قد يجدون أنفسهم في مواجهة مخاطر نفسية غير متوقعة تؤثر على حياتهم المهنية.

والشخصية في هذا المقال، سنستعرض جوانب الاحتراق الوظيفي، أسبابه، وأبرز مخاطره النفسية، محاولين إيجاد الحلول المناسبة للتغلب على هذه الظاهرة المتفشية.

هل الإحتراق الوظيفي مرض نفسي؟

الإحتراق الوظيفي (Burnout) ليس مرضًا نفسيًا في حد ذاته، ولكنه حالة نفسية ناجمة عن التعرض المستمر للضغوط والجهد الشديدين في بيئة العمل تم التعرف على الاحتراق الوظيفي لأول مرة في السبعينيات من قبل عالم النفس هربرت فرويدنبرجر وفي عام 2019.

صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه “ظاهرة مهنية” وليست مرضًا، وأدرجته في التصنيف الدولي للأمراض كمتلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن في مكان العمل.

أعراض الإحتراق الوظيفي

تشمل أعراض الإحتراق الوظيفي:

  • الإجهاد العاطفي والجسدي: الشعور بالإرهاق المستمر، حتى بعد فترات الراحة.
  • التشاؤم والسلبية: تزايد المشاعر السلبية تجاه العمل، والزملاء، والمهمة نفسها.
  • انخفاض الأداء: تراجع الكفاءة والإنتاجية في العمل، والشعور بعدم الرضا عن الإنجازات.
    تأثير الاحتراق الوظيفي على الصحة النفسية.

يمكن أن يؤدي الإحتراق الوظيفي إلى مشكلات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، فقد يتفاقم ليؤثر سلبًا على الحياة الشخصية والمهنية.

ما هي الآثار النفسيه للاحتراق النفسي؟

الإحتراق الوظيفي، إذا لم يتم التعامل معه بشكل فعال، يمكن أن يكون له آثار نفسية كبيرة. تشمل هذه الآثار:

  1. الاكتئاب: يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشاعر مستمرة من الحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة في السابق، مما قد يتطور إلى اكتئاب سريري.
  2. القلق: الشعور المستمر بالتوتر والقلق بشأن العمل يمكن أن يتسبب في أعراض جسدية مثل خفقان القلب، والتعرق، وصعوبة في التنفس.
  3. الانفصال العاطفي: قد يشعر الشخص بالانفصال عن زملاء العمل، والأصدقاء، وحتى العائلة، مما يؤدي إلى العزلة والوحدة.
  4. التعب المستمر: الإجهاد العقلي والجسدي المستمر يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  5. التهيج والغضب: يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى تقلبات مزاجية، وزيادة التهيج والغضب، حتى في المواقف البسيطة.
  6. انخفاض الدافع والأداء: الشعور بفقدان الحافز للعمل، مما يؤدي إلى تراجع الأداء والإنتاجية.
  7. ضعف التركيز والذاكرة: يمكن أن يؤثر الإجهاد المستمر على القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات، مما يجعل المهام اليومية أكثر صعوبة.
  8. تدني احترام الذات: الشعور بعدم القدرة على تحقيق الأهداف المطلوبة يؤدي إلى تراجع تقدير الذات والثقة بالنفس.
  9. الأفكار السلبية: يمكن أن تتطور الأفكار السلبية والمتشائمة تجاه الحياة والعمل، مما يزيد من الشعور باليأس والإحباط.
  10. اضطرابات النوم: الأرق أو النوم المتقطع يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للاحتراق الوظيفي، مما يزيد من التعب والإجهاد.

التعامل مع الآثار النفسية للإحتراق الوظيفي

من الضروري التعرف على علامات الإحتراق الوظيفي والتعامل معها بفعالية من خلال:

  • طلب الدعم النفسي: التحدث مع مستشار نفسي أو معالج يمكن أن يساعد في معالجة المشاعر السلبية.
  • إعادة تقييم الأولويات: التوازن بين العمل والحياة الشخصية والاهتمام بالأنشطة الترفيهية.
  • تطوير مهارات إدارة الإجهاد: مثل التأمل، واليوغا، وممارسة الرياضة بانتظام.
  • التواصل مع الآخرين: مشاركة المشاعر والتجارب مع الأصدقاء والعائلة والزملاء يمكن أن يخفف من الضغط النفسي.
  • إجراء تغييرات في العمل: التفكير في تغييرات مهنية إذا كان العمل الحالي لا يوفر بيئة صحية ومستدامة.

كيف اتخلص من الإحتراق الوظيفي؟

التخلص من الاحتراق الوظيفي يتطلب اتباع نهج شامل يتضمن التغييرات في نمط الحياة والعمل على الجوانب النفسية والجسدية. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في التغلب على الاحتراق الوظيفي

  1. التعرف على الأعراضأول خطوة هي التعرف على الأعراض والإقرار بأنك تعاني من الاحتراق الوظيفي الوعي بهذه الحالة يمكن أن يكون الدافع الأول لاتخاذ إجراءات فعالة.
  2.  تحديد الأولويات وإدارة الوقت

تنظيم الوقت: وضع جدول زمني يساعد في توزيع العمل والراحة بشكل متوازن.
تحديد الأولويات: التركيز على المهام الأكثر أهمية وتفويض ما يمكن تفويضه لتقليل العبء.
البحث عن الدعم.

التحدث مع المدير: مشاركة مشاعرك مع مديرك قد يؤدي إلى إيجاد حلول، مثل تقليل عبء العمل أو تعديل الجداول الزمنية.
الاستعانة بزملاء العمل: طلب الدعم والمساعدة من الزملاء يمكن أن يخفف من الضغط.

  • العناية بالنفس

النوم الجيد: التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم.
التغذية الصحية: تناول طعام متوازن وغني بالعناصر الغذائية.
ممارسة الرياضة: النشاط البدني يساعد في تخفيف التوتر وزيادة الطاقة.

  •  تقنيات إدارة الإجهاد

التأمل واليوغا: يمكن أن تساعد هذه التقنيات في تهدئة العقل وتقليل التوتر.
تمارين التنفس العميق: تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق.

  • إعادة تقييم الأهداف المهنية

التفكير في التغيير الوظيفي: إذا كان الوضع في العمل لا يمكن تحسينه، قد يكون من الأفضل البحث عن وظيفة جديدة في بيئة أكثر دعمًا.

  • التدريب والتطوير المهني:

قد يساعدك اكتساب مهارات جديدة أو التدريب في مجال آخر على الشعور بالتجدد والتحفيز.

  • تخصيص وقت للراحة والهوايات

الاستراحة المنتظمة: أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل لتجنب الإرهاق.
ممارسة الهوايات:

تخصيص وقت لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها وتساعدك على الاسترخاء.البحث عن مساعدة مهنية

الاستشارة النفسية: التحدث مع مستشار نفسي أو معالج يمكن أن يساعدك في التعامل مع المشاعر السلبية وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الاحتراق الوظيفي.
المجموعات الداعمة: الانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يوفر لك شعورًا بالمشاركة والتضامن.

  • العمل على تحسين بيئة العمل

خلق بيئة عمل إيجابية: تحسين علاقاتك مع الزملاء وخلق جو من التعاون والدعم.
تحديد الحدود: تعلم قول “لا” عندما يكون العبء كبيرًا جدًا، وتحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية.

  • التفكير الإيجابي

تغيير النظرة: محاولة تبني نظرة إيجابية تجاه العمل والتركيز على الجوانب الإيجابية.
التقدير الذاتي:

الاعتراف بإنجازاتك الصغيرة والاحتفال بها لتعزيز الشعور بالرضا.
تذكر أن التخلص من الاحتراق الوظيفي قد يستغرق وقتًا وجهدًا، ولكنه ممكن من خلال اتخاذ خطوات فعالة ومتناسقة لتحسين حياتك المهنية والشخصية.

ما الفرق بين الإحتراق النفسي والإحتراق الوظيفي؟

الإحتراق النفسي والإحتراق الوظيفي هما حالتان مرتبطتان بالإجهاد والضغط النفسي، لكنهما تختلفان في الأسباب والسياق الذي يحدث فيهما:

الإحتراق الوظيفي
الإحتراق الوظيفي هو حالة من الإجهاد المزمن المرتبط بالعمل. يتميز هذا النوع من الإحتراق بالشعور بالإرهاق، والتشاؤم تجاه العمل، وانخفاض الأداء الوظيفي ينشأ عادة نتيجة للضغوط المستمرة في بيئة العمل مثل عبء العمل الزائد، وعدم التقدير، والصراعات في مكان العمل. تشمل الأعراض:

  • الإجهاد الجسدي والنفسي.
  • فقدان الاهتمام والحماس تجاه العمل.
  • انخفاض الكفاءة والإنتاجية.
  • العزلة الاجتماعية وزيادة التهيج والغضب.
  • الاحتراق النفسي

الاحتراق النفسي هو حالة أوسع من الإجهاد العقلي والعاطفي يمكن أن تحدث نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب، وليس فقط العمل قد يكون مرتبطًا بالأعباء الشخصية، والعلاقات، والمسؤوليات اليومية تشمل الأعراض:

  • الإجهاد العاطفي المستمر.
  • الشعور بالإرهاق والتعب العام.
  • القلق والاكتئاب.
  • فقدان الدافع والاهتمام بالأنشطة المعتادة.
  • اضطرابات النوم وتغيرات في الشهية.
  • الفرق الأساسي
  • السبب الرئيسي:
  1. الإحتراق الوظيفي مرتبط بشكل مباشر بالعمل والضغوط المهنية.
  2. الاحتراق النفسي يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة واسعة من الضغوطات الحياتية، بما في ذلك العمل والعلاقات والمسؤوليات الشخصية.
    السياق:
  • الاحتراق الوظيفي يحدث في بيئة العمل ويؤثر بشكل أساسي على الأداء الوظيفي.
  • الاحتراق النفسي يمكن أن يحدث في أي سياق ويؤثر على جوانب مختلفة من الحياة الشخصية والاجتماعية.
    الأعراض:
  1. الإحتراق الوظيفي يركز على تدهور الأداء المهني والرضا عن العمل.
  2. الإحتراق النفسي يشمل تأثيرات أوسع على الصحة العقلية والعاطفية، وقد يظهر في الحياة اليومية خارج إطار العمل.

التعامل مع الإحتراق الوظيفي والنفسي

كلا الحالتين تتطلبان استراتيجيات للتعامل مع الإجهاد وإدارة الصحة النفسية تشمل هذه الاستراتيجيات:

الإحتراق الوظيفي: تحسين بيئة العمل، إدارة الوقت، طلب الدعم من الزملاء والمديرين، والاستعانة بتقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا.

الإحتراق النفسي: تطوير التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، تخصيص وقت للراحة والهوايات، التواصل مع الأصدقاء والعائلة، وطلب المساعدة من مستشار نفسي .

يعد الإحتراق الوظيفي جرس إنذار يشير إلى ضرورة إعادة النظر في أساليب العمل وحياتنا المهنية إنه تذكير قوي بأن الصحة النفسية يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا، وأن السعي وراء النجاح لا يجب أن يأتي على حساب رفاهيتنا الشخصية.

مصدر١

مصدر٢

مصدر٣

عن الكاتب

asmaa

قراءة المزيد
بحث