اضطراب الآنية من أغرب الإضطرابات النفسية و 5خطوات للعلاج

نشر على, يوليو 23, 2024. بواسطة asmaa sayed
اضطراب الآنية

يُعد من أغرب الظواهر النفسية، يُشبه رحلة في متاهة الذات حيث يفقد الفرد الشعور بالحاضر، وكأن الزمن قد توقف أو تلاشى. ما هو اضطراب الآنية؟ وكيف يمكن أن يُحول اللحظة، التي يُفترض أن تكون مليئة بالحياة والوعي، إلى شبح من الغموض والضياع؟ دعونا نستكشف معًا أعماق هذا الاضطراب ونحاول فك شفراته في هذا المقال.

ما هو مرض اضطراب الانية

يُعاني الأشخاص من اضطراب الآنية عندما يشعرون بانفصال متكرر أو دائم عن أجسادهم، كأنهم مراقبون لأنفسهم من مكان بعيد، أو يشعرون بانفصال عن البيئة المحيطة بهم قد يُصاحب ذلك شعور بأن الأشياء المحيطة غير حقيقية، أو كأنهم يعيشون في حلم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يبقون واعين بأن ما يشعرون به ليس حقيقيًا، وقد يكون اضطراب الآنية جزءا من أعراض اضطرابات أخرى كالأمراض الدماغية واضطرابات النوبات.

كيف أعرف أني مصاب باختلال الانية؟

الأعراض الرئيسية لاضطراب الآنية تتمثل في الشعور بالانفصال عن الأفكار، المشاعر، الجسد، أو البيئة المحيطة. قد يعاني المصابون من أعراض تبدد الشخصية، كالشعور بالغربة عن الواقع، وصعوبة التعرف على البيئة المحيطة أو الشعور بأنها بعيدة كالخيال.

ما هي أعراض اختلال الآنية؟

أعراض اختلال الآنية تتنوع وتشمل الشعور بالانفصال عن الجسد والبيئة المحيطة، وقد تظهر في صورة تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع. إليك بعض الأعراض الأساسية.
تبدد الشخصية: الشعور بالانفصال عن الجسد، كأن الشخص يراقب جسده من الخارج أو يشعر بأنه خارج جسمه.

  • الاغتراب عن الواقع: الشعور بأن العالم المحيط غير حقيقي، كأن هناك حاجزًا زجاجيًا يفصل الشخص عن محيطه.
  • الخدر العاطفي: فقدان القدرة على التعرف على المشاعر أو التعبير عنها.
  • الخدر العقلي أو الجسدي: انخفاض الإحساس بعوامل مثل اللمس أو الجوع.
  • مشكلات في الذاكرة: فجوات في الذاكرة أو فقدان الشعور بالعواطف المرتبطة بالذكريات.
  • تشوه الإحساس بالزمان: الشعور بأن الوقت يمضي ببطء شديد أو بسرعة كبيرة.
    تختلف مدة استمرار النوبات من شخص لآخر، وقد تستغرق ساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو حتى أشهر، وفي بعض الحالات تصبح الأعراض مزمنة إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض بشكل مستمر أو تؤثر سلبًا على حياتك اليومية، فمن المهم مراجعة الطبيب أو المختص النفسي لتقييم حالتك والحصول على الدعم والمعالجة اللازمة.

أسباب إختلال الآنية

أسباب اختلال الآنية متعددة وقد تشمل:

  • مشكلات في الجهاز العصبي: قد تؤدي بعض الاضطرابات العصبية إلى حدوث اختلال الآنية.
  • اضطرابات الشخصية والأمراض النفسية: مثل الاكتئاب الشديد أو المُطول، والقلق، بما في ذلك نوبات الهلع.
  • الصرع: بعض أنواع الصرع قد تسبب أعراضًا مشابهة لاختلال الآنية.
  • التوتر الشديد: مثل المشكلات المادية، العمل، والعلاقات.
  • التعرض لصدمات شديدة: خاصة في فترات الطفولة مثل العنف أو التحرش.
  • تناول المخدرات: الإفراط في استخدام العقاقير المهلوسة يمكن أن يؤدي إلى اختلال الآنية.
    من المهم الإشارة إلى أن هذه الأسباب يمكن أن تتفاوت في تأثيرها من شخص لآخر، وقد لا تظهر أعراض اختلال الآنية إلا تحت ظروف معينة أو بسبب تراكم عوامل متعددة إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، يُنصح بمراجعة مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

هل اختلال الآني من الشيطان

في الثقافة الإسلامية، يعتقد أن الشيطان يمكن أن يكون مصدرًا للوسوسة والإغواء، وقد يؤدي ذلك إلى الاختلال أو الانحراف عن الطريق الصحيح ومع ذلك، ليس كل اختلال أو مشكلة يُعزى إلى الشيطان. هناك عوامل أخرى مثل الصحة النفسية، والظروف الاجتماعية، والاختيارات الشخصية التي يمكن أن تؤثر على سلوك الإنسان وقراراته.

وفقًا لبعض الآراء الدينية، يُعتبر الغضب والغفلة والشهوة من مداخل الشيطان يُذكر أن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وإنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ومن المهم التمييز بين الوسوسة التي تأتي كعقاب من الله لمن يعرض عن ذكر الله، وبين الوسوسة التي تأتي من الشيطان نفسه.

هل اختلال الآنية مرض عقلي

اختلال الآنية، المعروف أيضًا باسم اضطراب تبدد الشخصية، ليس مرضًا عقليًا في حد ذاته، بل هو عرض يمكن أن يكون مرتبطًا بأمراض نفسية أخرى مثل القلق والصدمات النفسية يُعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالانفصال عن جسدهم وأفكارهم، كما لو كانوا يراقبون أنفسهم من خارج أجسادهم.

وفقًا للخبراء، اختلال الآنية يُصنف ضمن الأمراض النفسية ولكنه لا يُعتبر مرضًا عقليًا يؤدي إلى الجنون بل هو يرتبط بالأعصاب ويمكن أن ينتج عن ضغط نفسي وتوتر يُعرف الأطباء اختلال الآنية بأنه اضطراب يؤثر على علاقة الشخص بنفسه وبالآخرين ويمكن أن يستمر لفترات طويلة من الزمن، مؤثرًا على الأنشطة اليومية للمريض.

إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى اختلال الآنية، فمن المهم استشارة متخصص في الصحة النفسية للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

علامات الشفاء من اختلال الآنية

علامات الشفاء من اختلال الآنية تشير إلى تحسن في الحالة النفسية والجسدية للشخص، وهي تشمل:

  • تحسن الحالة النفسية: الشعور بالاستقرار العاطفي والنفسي وقلة الأعراض المرتبطة بالاضطراب.
  • تحسن في وظائف الجسم: استعادة الإحساس الطبيعي بالجسد والتحكم في الحركات.
  • زيادة القدرة على التركيز واتخاذ القرارات: القدرة على التفكير بوضوح والتركيز في الأنشطة اليومية.
  • التفاعل الاجتماعي مع الآخرين: الشعور بالراحة في البيئة الاجتماعية وتحسن العلاقات مع الأشخاص المحيطين.
    من المهم الإشارة إلى أن الشفاء من اختلال الآنية يمكن أن يكون عملية تدريجية ويختلف من شخص لآخر. الدعم النفسي والعلاج

علاج اضطراب الآنية

علاج اضطراب الآنية يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يشمل العلاج النفسي والدوائي وتقنيات الاسترخاء. إليك مراحل العلاج بالتفصيل:

  • التشخيص الدقيق: يبدأ العلاج بتشخيص دقيق للحالة من قبل متخصص في الصحة النفسية لتحديد الأعراض والتأكد من أنها تندرج تحت اضطراب الآنية.
  • العلاج النفسي: يُعد العلاج النفسي الأساس في معالجة اضطراب الآنية، حيث يُساعد المريض على التعبير عن أفكاره ومشاعره وتعلم تحديد المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر CBT من أكثر العلاجات فعالية لاضطراب الآنية، ويُركز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالاضطراب.
  • العلاج بمساعدة حركات العينين (EMDR): يُستخدم EMDR لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة وقد يُستخدم في بعض حالات اضطراب الآنية للتخلص من الأعراض السلبية مثل الكوابيس والذكريات المؤلمة.
  • العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف بعض الأعراض مثل القلق أو الاكتئاب، ولكن لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب الآنية نفسه.
  • تقنيات الاسترخاء والتأمل: تُستخدم تقنيات مثل التنفس العميق والتأمل لمساعدة المريض على الشعور بالاتصال بالواقع وتخفيف التوتر.
  • الدعم الاجتماعي: يُشجع المرضى على طلب الدعم من العائلة والأصدقاء والانخراط في مجموعات دعم لمشاركة تجاربهم والحصول على الدعم النفسي.
  • التمارين الرياضية: يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الصحة العامة والمساعدة في التحكم بالأعراض.
  • التعليم والتثقيف: يُعتبر تثقيف المريض حول الاضطراب وكيفية التعامل مع الأعراض جزءًا مهمًا من العلاج.
    من المهم العمل بشكل وثيق مع متخصصين في الصحة النفسية لتطوير خطة علاجية تتناسب مع احتياجات كل فرد وتتبع تقدم العلاج بشكل.

ونحن نصل إلى ختام رحلتنا في أروقة اضطراب الآنية، نجد أنفسنا أمام مرآة تعكس أعقد ما في النفس البشرية لقد تعمقنا في فهم هذا الاضطراب الغامض واستكشفنا الطرق المتعددة لمواجهته وإن كانت الأسئلة لا تزال تحوم حول هذا اللغز النفسي، فإن الأمل يظل موجودا في إيجاد طرق جديدة للعلاج والدعم فلنتذكر دائمًا أن الفهم والتعاطف هما مفتاحا التغلب على أغرب الاضطرابات النفسية وأكثرها إثارة للدهشة.

مصدر١

مصدر٢

مصدر٣

 

 

عن الكاتب

asmaa

قراءة المزيد
بحث