أسباب إدمان الإنترنت وأهم 6 نصائح للوقاية منه
ربما يكون اضطراب الحالة النفسية للشخص أحد أسباب إدمان الإنترنت الأكثر شيوعاً، هذا بالإضافة إلى العديد من المُسببات الخارجية الأخرى، حيث نعلم جيداً أن الإنترنت جعل الحياة أسهل وأبسط عما سبق، فعن طريقه أصبح جمع المعلومات أبسط والتواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم أسرع.
ولكن على الجانب الآخر أدى هذا إلى قضاء المزيد من الوقت في استخدام الإنترنت، مما أصبح الإنترنت إحدى الركائز الأساسية للبعض في حياتهم اليومية، ومن هنا يظهر الجانب السلبي نتيجة سوء الاستخدام والذي قد يصل بالشخص إلى درجة الإدمان.
كُن على يقين أن إدمان الإنترنت لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات التي يتعرض لها الشباب نتيجة إساءة الاستخدام، لذا تابع معنا في هذا الموضوع لنستعرض سوياً أبرز المعلومات التي تدور حول مفهوم الإنترنت، أسباب إدمان الإنترنت، عدد ساعات إدمان الإنترنت، وكذلك أيضاً توضيح أهم أسباب الإدمان على الهاتف وطُرق علاج إدمان الإنترنت للمراهقين.
جدول المحتويات
ما هو إدمان الإنترنت؟
هو إدمان سلوكي يعاني فيه المدمن من حالة مرضية جسدية ونفسية نتيجة الإفراط في استخدام الإنترنت، كما أن مصطلح إدمان الإنترنت قد يُغطي مجموعة واسعة من السلوكيات والمُشكلات الانفعالية التي تشمل الإنترنت والكمبيوتر والهاتف المحمول، وعلى الرغم من غياب وجود معايير تشخيص إدمان الإنترنت، ألا إن الباحثين قد تمكنوا من تحديد 5 فئات أو أنواع من الإدمان على الإنترنت، سوف نتعرف عليهما خلال الفقرة القادمة
أنواع الإدمان على الإنترنت
في ضوء التحدث عن أسباب إدمان الإنترنت، يتوجب علينا التعرف على أنواع إدمان الإنترنت المختلفة، حيث يظهر إدمان الإنترنت بعدة أنواع قد تُغطي مجالات ودرجات مختلفة من استخدام الإنترنت، وفيما يلي الأكثر شيوعاً منها:
البحث عن المعلومات بشكل قهري
نعلم جيداً أن الإنترنت يوفر ثروة هائلة من البيانات والمعلومات، وهذا يساعد العديد من الطُلاب والموظفين وغيرهم العديد من البحث للعثور على المعلومة بشكل صحيح، ومع الاعتماد القهري لهذه الطريقة يصبح الشخص فاقد ثقته بنفسه ودائم البحث عن كل كبيرة وصغيرة على الإنترنت وقد يظهر على البعض كنوع من الوسواس القهري، وما يترتب على هذا النوع من الإدمان هو عدم الإنتاجية في العمل وربما يُفصل من وظيفته.
القهرات
وهنا يقوم الشخص بقضاء الأنشطة التفاعلية الضارة عبر الإنترنت بشكل قهري مثل، الألعاب والمقامرات وتداول الأسهم والمزادات بالإضافة إلى التسوق وإنفاق المال على التسوق عبر الإنترنت، مما يؤدي ذلك إلى زيادة الإنفاق والخسائر المالية المُبالغ فيها والمشاكل المُستمرة في الحياة الشخصية والعملية.
إدمان العلاقات السيبرانية
هناك من يُدمن تكوين علاقات عبر الإنترنت مع أشخاص غير معلوم هويتهم على أرض الواقع، وغالباً ما يبدأ التعارف من خلال غُرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يتفاعلون مع تلك العلاقات وكأنها علاقة حقيقية خارج نطاق الإنترنت، وهم دائما ما يُفضلون إخفاء هويتهم الحقيقية عن بعضهم البعض، حيث يفضل معظم الشباب تلك العلاقات بعيداً عن الاختلاط المُباشر مع المحيطين بهم، وإدمان العلاقات السيبرانية ينجم عنها الهروب وعدم القدرة على التواصل المباشر في العالم الحقيقي، مما يجد راحته في تكوين علاقات إلكترونية فقط.
إدمان الكمبيوتر أو الألعاب
إدمان ألعاب الكومبيوتر قد تتضمن أنشطة تلزم الاتصال بالإنترنت أو أنشطة لا تتطلب الإنترنت، حيث يكون الشخص مُصابا بهوس اللعب على الكومبيوتر أو الهاتف وهذا ينتشر أكثر ما بين الأطفال، مما يؤثر على الانتباه والتركيز، بينما الموظف المصاب بهوس أو إدمان الألعاب على الكومبيوتر أو الهاتف يعرض نفسه للفصل من العمل نظراً لقلة الإنتاجية.
إدمان cybersex أو الإباحية
مشاهدة أو ممارسة العلاقات الجنسية بشكل قهري عبر الإنترنت أكثر أنواع الإدمان انتشاراً خاصةً بين المراهقين والشباب، حيث يُكرس مُدمن المواد الإباحية عبر الإنترنت كامل اهتماماته حول زيارة المواقع الجنسية وغُرف الدردشات التي تضم عددا كبيرا من مُدمني الجنس أيضاً من مختلف الجنسيات حول العالم، والتي تُساعده في قيام العلاقات المُحرمة عبر الإنترنت بشكل مُستمر.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على بحث عن إدمان الإنترنت.
أسباب الإدمان علي الهاتف , أسباب إدمان الإنترنت
إن أسباب إدمان الإنترنت غير معروفة بشكل واضح حتى الآن، ولكن توصلت العديد من النظريات للأسباب المحتمل أن تكون عاملا مساعدا في حدوث إدمان الإنترنت، وفيما يلي أبرز أسباب إدمان الإنترنت على الهاتف أو الكومبيوتر الشخصي:
- الهروب وهو أكثر أسباب إدمان الإنترنت انتشارًا، حيث الإصابة بأحد الاضطرابات العقلية أو النفسية، يدفع المريض الدخول على الإنترنت، وهذا يكون بمثابة هروب أو عزاء للانشغال عن الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب والإرهاق.
- المشكلات الشخصية، قد يكون افتقار المراهقين إلى الدعم العاطفي والرقابة من أفراد الأسرة والمحيطين، أو الخلافات الأسرية وانفصال الأبوين، يجعل الفرد يعتمد على أشياء أخرى يهرب بها من الشعور بالضيق والانفعال مثل، الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث مع الأخريين، وهذا يعد أحد أسباب إدمان الإنترنت لمعظم الشباب والمراهقين.
- التاريخ المرضي للإدمان على إحدى المواد المُخدرة أو الكحوليات أو الجنس والقمار.
- الخجل المفرط وفقدان القدرة للتعامل المباشر مع الآخرين، وهو أهم أسباب إدمان الإنترنت لدى الأشخاص المنعزلين عن الاختلاط بالعالم الخارجي.
- الإشباع الفوري بكم من المعلومات أحد أسباب إدمان الإنترنت للعديد من الطلاب، البحث قد يكون أحد المميزات التي يقدمها الإنترنت، وهذا يُشجعهم للبقاء على الإنترنت لفترات طويلة.
بعدما تحدثنا عن أسباب إدمان الإنترنت سوف نتحدث الآن عن عدد ساعات الإدمان على الإنترنت.
كم يصل عدد ساعات إدمان الإنترنت؟
أثبتت الدراسات أنه قد يصل متوسط عدد ساعات إدمان الإنترنت 10 ساعات و45 دقيقة بشكل يومي، وذلك للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 18 عاماً، وهذا يُترجم إلى 75 ساعة و15 دقيقة خلال الأسبوع الواحد، بينما المراهقون والشباب قد تصل عدد ساعات إدمان الإنترنت إلى 16 ساعة يومياً.
ما هي أعراض إدمان الإنترنت؟
هي الأعراض التي تظهر على المستوى الجسدي والنفسي والسلوكي للمدمن ويمكن ملاحظتها من قبل الآخرين بكل سهولة، فهي تعد إشارات تحذيرية من أن الإدمان قد يتطور ويزداد الأمر خطورة، ونجد أنه يتجلى الإدمان على الإنترنت في الأعراض التالية:
أعراض إدمان الإنترنت الجسدية
الأعراض الجسدية التالية تظهر على الشخص الذي يستخدم جهاز الكومبيوتر لفترات طويلة:
- الصداع المستمر.
- آلام في الظهر والرقبة.
- اضطراب في أوقات النوم.
- تشويش وضعف في القدرة على الرؤية.
- زيادة ملحوظة في الوزن بسبب الجلوس لفترات طويلة وعدم بذل مجهود، وعلى الجانب الآخر هناك من يفقد وزنه بسبب الانشغال بالإنترنت عن تناول الطعام.
أعراض إدمان الإنترنت النفسية
تتأثر الحالة النفسية لمدمني الإنترنت وتؤثر هي بدورها على عاطفتهم كالتالي:
- الشعور بالقلق.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور المستمر بتأنيب الضمير والذنب خاصة إذا كان مدمن للجنس والأفلام الإباحية.
- عدم الشعور بمرور الوقت.
- الشعور بالنشوة الجنسية أمام الكومبيوتر.
- إهمال كافة الواجبات والأعمال المطلوبة منه.
أعراض إدمان الإنترنت السلوكية
غالبا ما تؤثر الأعراض النفسية والجسدية لإدمان الإنترنت على سلوك المدمن وتعامله مع الآخرين كالتالي:
- دائماَ ما يختلق الحجج والأعذار عندما يلقى عليه لوم الجلوس بمفرده لفترات طوية.
- كثير الكذب.
- الانعزال لفترات طويلة في الغرفة الخاصة به، والانسحاب الاجتماعي .
- يسرق الأموال نتيجة إفلاسه خاصةً إذا كان من مدمني التسوق عبر الإنترنت.
- يُظهر مشاعر الغضب والعنف عندما يحاول الآخرون منعه من الإنترنت أو فصلة عنه.
علاج إدمان الإنترنت للمراهقين
لا يوجد علاج محدد لإدمان المراهقين للإنترنت، وغالباً ما يتم علاج إدمان الإنترنت للمراهقين من خلال محاولة تعديل سلوك المراهق من قِبل أولياء الأمور والبحث عن أسباب إدمان الإنترنت داخل المنزل وخارجه ومنعه أو تقليله بشكل تدريجي، ولكن في حالة عدم وُجود نتيجة وفقدان القدرة على التوقف عن استخدام الإنترنت، لا بد من الاستعانة بالعلاج المهني الخارجي.
قد يتم التعامل مع مدمني الإنترنت باستخدام عدة طُرق مختلفة تعتمد على درجة الإدمان وسلوكيات الفرد، ومن أجل علاج إدمان الإنترنت لا بد من اتباع عدة مراحل مهمة تساعد في العلاج بشكل نهائي، وفيما يلي أهمها:
- التحدث مع المُراهق، من أجل اعترافه بوجود المُشكلة واكتشاف أسباب إدمان الإنترنت أولاً، والتعبير عن المخاوف والأضرار التي قد تلحق به نتيجة التمادي في هذا الطريق.
- اختيار أحد المستشفيات المرخصة والمعتمدة من وزارة الصحة وهيئة الدواء والعلاج الحر، والأكثر خبرة في تقديم برامج العلاج النفسي المطورة والحديثة والأكثر فاعلية، فنجد أن العديد من الأشخاص المتعافين سابقاً يُوصون جميعاً بـ مستشفى الوعي الجديد لعلاج حالات الإدمان والطب النفسي.
- زيارة المُدمن المؤسسة العلاجية الموصى بها للبدء في البروتوكول العلاجي.
خطوات البروتوكول العلاجي لإدمان الإنترنت بمستشفى الوعي الجديد
يخضع مدمن الإنترنت إلى خطوات مهمة بهدف التخلص من هذا الكابوس وهي كالتالي:
- يتحدث الاستشاري أو الإخصائي النفسي مع الحالة بهدف تشخيصها وتحديد درجة الإدمان والتحقق من أسباب إدمان الإنترنت المؤدية لذلك، وهو ما يُسمى بالتشخيص المزدوج.
- تقديم العلاج السلوكي، حيث دائما ما تخضع حالات الإدمان على الإنترنت إلى برامج العلاج بالكلام أو العلاج النفسي مثل، العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي، العلاج الترفيهي، والعلاج الجماعي أو الفردي، هذا يساعد بدرجة كبيرة في تعديل سلوك الفرد واستبدال الأفكار والمعتقدات السلبية بالأخرى الإيجابية، والعمل أيضاً على علاج أسباب إدمان الإنترنت.
- وصف الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والقلق، وذلك لمساعدة المدمن على إدارة أعراض المرض النفسي أو العقلي الذي قد يعاني منه، بالإضافة إلى التحكم في الأفكار التي قد تراود الشخص من أجل معاودة الاتصال بالإنترنت، ومنع أحدهم من إيذاء أنفسهم من خلال البقاء على الإنترنت.
- الحث على ممارسة التمارين الرياضية، وذلك بهدف تخفيف تأثير انخفاض هرمون الدوبامين الناتج عن إدمان الإنترنت.
نصائح للوقاية من إدمان الإنترنت
يمكن للوالدين وأولياء الأمور بما فيهم المعلمين داخل المدرسة، مساعدة الطلاب خاصة في مرحلة المراهقة على استخدام الإنترنت بشكل مناسب لا يسبب الإدمان، وذلك من خلال اتباع عدة نصائح مهمة منها التالي:
- عدم السماح للمراهقين والشباب لاستخدام الإنترنت على الهاتف أو الكومبيوتر أكثر من ساعتين خلال اليوم.
- وضع جهاز الكمبيوتر في غرفة يُسمح للجميع الدخول إليها في أي وقت مثل غرفة المعيشة.
- قضاء معظم الوقت مع أفراد العائلة والأصدقاء بعيداً عن الهاتف والكمبيوتر.
- يفضل شراء هواتف لا تدعم الإنترنت للأبناء، خاصة في مرحلة المراهقة.
- التركيز على المهمة المراد استخدام الإنترنت بها، وعدم تشتت الانتباه بين الأشياء الأخرى.
- عدم الاعتماد الكلي على الإنترنت في الحصول على المعلومة، ولكن يفضل استخدام وسائل أخرى مثلاً، قراءة الكتب أو الاستفسار من المتخصصين في المجال.
الخلاصة
أسباب إدمان الإنترنت خاصةً للمراهقين غالباً ما تتضمن سوء الاستخدام وعدم الرقابة المنزلية والإهمال في تربية الأبناء وتوعيتهم دائما إلى السلوك السليم، وقد يكون أحد التوابع السلبية للاستمرار لفترات طويلة وعدم تنظيم الوقت للانتهاء من المهام والأعمال اليومية المكلف بها في العمل.
يجب عدم التهاون مع أياً من أنواع الإدمان، فهو لا يؤثر على المدمن فقط بل يؤثر أيضاً على جميع المحيطين به، فإذا كنت تعتقد أنك بحاجة إلى العلاج من إدمان الإنترنت نظراً لانطباق عليك جميع علامات إدمان الإنترنت، أو هناك شخص ما تعرفة يحتاج المساعدة لعلاج أسباب إدمان الإنترنت والتعافي تماماً، فيمكننا مساعدتك أنت ومن تحب، فقط تواصل معنا نحن فريق مستشفى الوعي الجديد لمساعدتكم على العودة إلى طريق حياة كريمة خالية من الإدمان.
المصادر