كيفية التعامل مع المراهق المدمن
جدول المحتويات
كيفية التعامل مع المراهق المدمن
لا شك أن كيفية التعامل مع المراهق المدمن من أصعب ما قد تواجه الأسرة على الإطلاق , خاصة التعامل مع المدمن العنيد الذي يرفض العلاج ويرفض الاعتراف بالمشكلة ويكون في حالة من الإنكار , وفي واقع الأمر كثير من الأشخاص يتساءل ابني مدمن كيف أتعامل معه ؟
ولذا من هنا فمن خلال طيات هذا الموضوع الهام سوف نتعرف على طرق التعامل الصحيح مع المراهق المدمن ,وكيفية إخراجه من هذا الطريق الوعر والعالم المظلم والعمل على إعادته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي بعيدا عن طريق الإدمان , حتى مع الأسرة التي تتساءل كيفية التعامل مع مدمن يرفض العلاج فإن هناك العديد من الحلول مع تلك المشاكل فتابعونا ,
كيفية اكتشاف الابن المدمن في مرحلة المراهقة
هناك العديد من العلامات والأعراض السلوكية والجسدية التي من خلالها يتم التعرف على الشخص المدمن والتي سوف نتطرق إليها من خلال هذا المحور الهام قبل التعرف على كيفية التعامل مع المراهق المدمن ,فكم ممن يتساءل كيف أعرف أن ابني مدمن ؟فهناك العديد من السلوكيات والعلامات التي تعرف من خلالها بأن ابنك مدمن والتي تتمثل فيما يلي :-
1-الانعزال عن أفراد الأسرة وحالة من العزلة في غرفته تماماً , مع عدم الرغبة في حضور الاجتماعات الأسرية , بالإضافة إلى سلوكيات أخرى في المنزل مثل عدم النظر في عين من يكلمه وملازمة التلفزيون والأنشطة الأخرى التي لا تتطلب الاحتكاك بالآخرين .
2-الكذب والمراوغة فالمدمن يكذب والمدمن يرواغ , فلا يستطيع الابن في مرحلة المراهقة التبرير لما يقوم به فتارة يدي المرض والتعب , بالإضافة إلى أنه يحتاج الكثير من الأموال من أجل شراء المخدر ويلصق تلك المصروفات الزائدة بطلبات المدرسة .
3-وجود اضطرابات في النوم سواء النوم فترات طويلة جداً أو السهر طيلة الأوقات ويعتمد هذا على نوعية المادة المخدرة التي تستخدم في الإدمان والمرحلة التي وصل إليها
4-التقلبات المزاجية الحادة ما بين المرح والضحك من جهة وبين السكوت المتواصل والبكاء بدون سبب من جهة أخرى , ويسيطر حالة من الاكتئاب على الأشخاص في كثير من الأحيان بسبب تأثير المخدرات علي الدماغ وإحداث خلل في خلايا المخ .
5-الهروب من المنزل ليلاً والاتصالات المثيرة للشك .
6- العلامات الجسدية من الصداع المتكرر والدوخة والإغماء مع اتساع في حدقة العين أو ضيق بالإضافة إلى احمرار في العينين وقد يتجنب الشباب ذلك باقتناء قطرات العين المضادة للاحتقان .
7-الملابس وظهور ثقوب بسبب الحروق في ظل تناول المخدرات من الحشيش وغيره ,أما عن الغرفة فيكون هناك تغير رائحة الغرفة التي ينام فيها فإن الكثير من المخدرات تستلزم وجوب إحراقها وتطايرالدخان منها للحصول على تأثيرها المطلوب والتي قد تحوي على سلة المهملات أحيانا كثيرة ما يثير الشك .
التعامل مع المدمن العنيد
يحتاج التعامل مع المدمن العنيد خاصة من هم في مرحلة المراهقة ورفض فكرة الاعتراف بمشكلته مع المخدرات والعناد والمكابرة والإنكار التي يكون فيها الابن المراهق , الأمر الذي يحتاج بشكل كبير إلى الحكمة في التعامل مع مثل تلك الحالات وعدم اللجوء إلى العنف حتى لا تزداد الأمور تفاقما ,وعلينا أن نبحث عن الأشخاص المقربين من الأصدقاء والزوجة وأفراد الأسرة من أجل الاستمرار في محاولات الإقناع لأجل إبعاده عن طريق التعاطي , واستجابته إلى علاج الإدمان والبدء في مراحل العلاج في أسرع وقت .
كيف أعالج ابني المدمن
إنها حالة من الجنون بالطبع تنتاب الأبوين حين التعرف علي أن أحد الأبناء قد وقع في فخ الإدمان على المخدرات ووصل إلى تلك المرحلة , فإن الإدمان عند المراهقين من أكبر المشاكل التي تؤرق الأبوين , وفي غالب الأمر تبدأ أولى خطوات الشباب تجاه الإدمان تحت سن 18 عام , وفي خلال تلك المرحلة يسهل السيطرة على عقول الشباب بالكثير من الطرق , والسبب في هذا وفق آراء الكثيرين من الأطباء النفسيين بأن الشخص المراهق خلال تلك المرحلة يمر بفترة تحول خطيرة في حياته ويحاول من خلالها إثبات ذاته دون أن ينظر إلى العواقب والمخاطر في هذا الطريق ,
وفي واقع الأمر فإن كثير من الأسر التي وقع أحد أفرادها في طريق الإدمان وفخ التعاطي تتساءل عن كيف أعالج ابني المدمن , فوقوع الابن في طريق الإدمان من الأمور التي تشغل بال الأسرة من ثم الرغبة في مساعدته في طريق العلاج من الإدمان ,ومن هنا فإن علينا أن نوجه الأسر التي ابتليت بشخص مدمن في محيطها بسرعة التواصل مع المختصين في المراكز العلاجية وطلب المساعدة الطبية فهي الطريق الأسلم والاضمن للتعافي من الإدمان .
ما هي طرق التعامل مع المراهق المدمن ؟
أولاً :- عليك أن تجهز نفسك لأجل المواجهة , فنعلم أن اكتشاف تعاطي الابن المراهق للمخدرات من الصدمات الهائلة بالنسبة لأفراد الأسرة والتي قد تدفع الوالدين بشكل خاص إلى ارتكاب التصرفات الخاطئة التي تزيد من سوء الموقف خاصة مع عدم الإلمام بالمعروف الكاملة عن التعامل مع الابن المراهق المدمن في تلك المواقف , ومن هنا فإنا ننصح بالقيام بالخطوات التالية –
-الهدوء تماماً والاسترخاء وأخذ نفس عميق من أجل القدرة على المناقشة الهادئة .
-التحدث مع الزوجة حيال الأمر والاتفاق على أخذ موقف موحد تجاه قضية تعاطي الابن للمخدرات وهو في مرحلة المراهقة .
-ذكر نفسك بأن مصلحة الابن والخوف عليه هي المحرك والباعث الحثيث لما تقومون به من أفعال وليس أي شيء آخر .
ثانياً :- لتكن صريحاً مع الابن المدمن المراهق , حتى لو كلفك ذلك بعض الحرج فان الصراحة والانفتاح على الابن هي أولى الطرق من أجل إقناعه بترك التعاطي , فاخبره بأنك كنت في مثل سنه وأن تلك المرحلة الطبيعي فيها هو الرغبة في التجربة وحب الفضول لدي الكثير من الأشخاص ولكنك قد رأيت بنفسك ما قد أحدثته تلك السموم من المخدرات مع الأشخاص الآخرين وما أدت إليه من تدمير لحياتهم بشكل عام ,وربما قد كانت تلك السموم من المخدرات سبب للإلقاء بهم في السجن أو كانت نهايتهم في طريق التعاطي , ويجب أن يتعلم الابن من أخطاء من سبقوه في هذا الطريق .
ثالثاً :-البحث عن الدليل , فنحن ندرك بأن اقتحام غرفة الابن والتفتيش فيها قد يبدو التصرف المثالي إلا أنه مع هذا فإن إيجاد دليل تستيطع مواجهته به من الأمور البالغة الأهمية , ويمكنك إيجاد المخدرات أو أدوات التعاطي في أدراج المكتب أو بين الملابس أو في الكتب أو حقائب الظهر أو تحت السرير أو بين أدوات المكياج أو في أكياس الحلوى أو أكياس السبسي أو غيرها من الأماكن التي يعتقد بأن يخفي فيها الشخص المدمن المخدرات .
رابعاً :- توقع غضب الابن ولتحافظ على هدوئك, فلا تتوقع من ابنك الاعتراف بالتعاطي بمجرد مواجهتك أو الاستجابة للرغبة في التوقف عن تعاطي المخدرات فعلى العكس تماما,ًفإن عليك أن تتوقع منه الغضب العارم واتهام بعدم الثقة واقتحام خصوصياته , وفي تلك المرحلة يحب فعل ما يلي :-
-التزام الهدوء تماما,ًوعدم الانصياع وراء الغضب مهما قال الابن في هذا الوقت .
-في حالة الوصول إلى نقطة من التشاحن عليك القيام بإنهاء المناقشة فوراً وإكمال الحديث في وقت آخر .
-في حال وجود منحني للمناقشة يأخذ الاتجاه العاطفي ولا تسعى لإيجاد حلول فأعدها إلى نقطة البداية وعليك محاولة الخروج منها بالحل العقلاني والتأكد من التزام الابن السعي في تنفيذه ,وفي وسط هذا كله عليك أن تشعر الابن بمدى الحب والحنان والخوف عليه من ظلمات هذا الطريق الوعر .
خامساً :- وضع الأهداف الواقعية , فمن الجيد أن تسير الأهداف كما تخطط لها , لكن كلما كانت توقعاتك منخفضة كلما كان أفضل بالنسبة لك , فعليك ألا تتوقع أن يعترف أن يعترف الابن بمشكلته مع المخدرات بمجرد أن تواجهه , ومن الممكن أن يكون الهدف من تلك المرحلة والأكثر واقعية هو التعبير عن عدم الرغبة في تعاطي المخدرات ومن ثم التصعيد بعد ذلك من أجل ضرورة تلقي العلاج الفوري في مرات أخرى .
سادساً :- طلب المساعدة الطبية ,فعليك أن تعلم أنه كلما أسرعت في طلب المساعدة الطبية وإلحاق الابن بأحد مصحات علاج الإدمان المتخصصة كلما جنبته المصير الأسوأ وأنقذته من الانغماس بشكل أكبر في هذا الطريق الوعر وحياة الإدمان , وكما أن المساعدة الطبية سوف تكون قادرة على شرح الحالة بشكل أكبر وتدريب أفراد الأسرة على كيفية التعامل مع الابن المدمن في مرحلة المراهقة وكيفية الخروج من هذا الطريق الذي وقع فيه .