fbpx

انتكاسة ثنائي القطب

نشر على, أغسطس 14, 2024. بواسطة abdul rahman

تعد انتكاسة ثنائي القطب أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة الأشخاص الذين يعانون منها يمكن وصف هذا الاضطراب بأنه عبارة عن عاصفة مزاجية تجتاح حياة المصاب بها، حيث يتنقل بين مرحلتين قطبيتين متناقضتين بشكل مفاجئ وغير متنبئ به، مما يجعلها تجربة شاقة وصعبة للمريض وأيضًا للأشخاص المحيطين به.

إن فهم انتكاسة ثنائي القطب والتعرف على الطرق التي يمكن من خلالها التعامل معها يعد أمرًا بالغ الأهمية لتقديم الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون منها وتحسين نوعية حياتهم تعد هذه المقالة بداية لفهم أعمق لهذا الاضطراب وتقديم المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع المهم.

بين الاضطراب الوجداني والفصام

في حقيقة الأمر يحتاج تشخيص الاضطراب الوجداني إلى طبيب نفسي حاذق لوجود تشابه في الأعراض بين ثنائي القطب وغيرها من الاضطرابات النفسية , وتشير الإحصائيات المختصة إلى أن مرض الفصام الذهاني (الشيزوفرينيا) والاضطراب ثنائي القطب يتقاسمان بينهما جذوراً جينية بشكل يوحي بأن الحالتين قد تكونا عرضين مختلفين لنفس المرض .

ويختلف مرضي ثنائي القطب عن الأشخاص المرضي المصابين بأشكال أخرى من أنواع الاضطرابات الاكتئابية كون الحالة المزاجية لهم تتأرجح ما بين الاكتئاب والهوس وفي بعض الأحيان يكون هناك فترات من المزاج الطبيعي بين تلك القطبين المتناقضين لكن المرضي في معاناة قاسية ما بين الهوس والاكتئاب .

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والزواج

لا زالت نظرة العديد من المجتمعات إلى المرضى النفسيين بأنهم أشخاص مجانين والأفضل تجنبهم أو ينبغي عزلهم أو أنهم أشخاص خطيرين علي المجتمع وغيرها من الأفكار السلبية التي ارتبطت بالمريض النفسي.

وفي الواقع تلك الأفكار مغلوطة تماما فالمريض النفسي شخص لديه مشاكل تحتاج إلى علاج ومن ثم يستطيع العودة إلى المجتمع والرجوع إلى ممارسة الحياة من جديد ويكون له بصمة في المجتمع ولذا فإن فكرة أن المرض النفسي لا يشفي منه فغير صحيحة بالمرة .

أما عن زواج مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب فلا بد أن نعي أن كل حالة يجب أن تؤخذ على حدة فلا نستطيع أن نقول بأن جميع مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب لا يمكنهم الزواج ولا أن جميع مرضى الهوس الاكتئابي يمكنهم الزواج والإنجاب.

فالأمر يختلف بالطبع من شخص لآخر , والتقييم يحتاج إلى أسس وضوابط والأمر في الآخر راجع إلى الطبيب المعالج , فإذا ما كانت هناك مكاشفة للحالة من قبل المريض مع طبيبه فإنه هذا أمر ضروري في تحديد إمكانية زواج مريض ثنائي القطب .

الأمر الآخر والعامل المهم في زواج شخص مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو مدى استعداد الزوج / الزوجة في مساندة مريض ثنائي القطب ومدى تحمله في تقديم الدعم وهذه الأمور لها دور كبير في إمكانية زواج ثنائي القطب .

أما ما يتعلق بمسألة الإنجاب فعالم الوراثة موجود في مرض ثنائي القطب ولكن ليس بالنسب الكبيرة التي يهول لها فاحتمالية وجود أطفال مصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب حال وجود الزوج أو الزوجة مصابين بالمرض أو كليهما فإن احتمالية الإصابة بالمرض ضعيفة إذا ما توافرت الحياة السليمة , لكن إن كان الزوج أو الزوجة والديهما مصاب بالمرض فإن الاحتمالية ستكون مرتفعة .

تعرف علي: تجربتي مع اضطراب ثنائي القطب

لكن ما ينبغي أن يفعل في حالة حدوث انتكاسة ثنائي القطب ؟

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يأتي على شكل هجمات حادة يفقد فيها المريض بصيرته بالمرض وتظهر أعراض الهوس بوضوح وقد يكون الشخص المريض عنيفاً وعدوانياً مع نفسه لذا يجب أخذ الحذر في هذه المرحلة والتعرف عليها في مرحلة مبكرة .

لذا قد يحتاج المريض إلى المزيد من الأدوية في الحالة الحادة ولن تكفيه الأدوية التي كان يتناولها من قبل لذا يتم إعطائه مزيد من الأدوية , ويجب الحذر كل الحذر من المريض المتهيج حتى لا يحدث أي أذى في حالة السيطرة علي المريض الهائج لذا من الأفضل أن يقوم شخص ممرض ومدرب علي التعامل مع هؤلاء المرضى .

التوقف عن تناول أدوية ثنائي القطب هو العامل الأكبر في حدوث انتكاسة المرض ولذا حتى مع ظهور تحسن في الحالة فلا ينبغي التوقف عن تناول الدواء ولا التقليل من الجرعة المحددة من تلقاء نفسك وحتى تحمي نفسك من انتكاسة ثنائي القطب فعليك بالاستمرارية في تناول الأدوية الموصوفة مدة لا تقل عن خمس سنوات .

ما هي أنواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ؟

أما عن أنواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب فهناك العديد من الأنواع وهذا لا شك يجعل مدة علاج الاضطراب الوجداني مختلفة من نوع لآخر بحسب شدة الأعراض المصاحبة لكل نوع وتكرار النوبات .

أولاً الاضطراب الوجداني ثنائي القطب النوع الأول Bipolar I:- وهذا النوع من الأنواع الأكثر انتشاراً وشيوعاً في العيادات النفسية وفي هذا النوع يعاني المريض من نوبة من الهوس أو أكثر وأحيانا نوبات من الاكتئاب .

ثانياً الاضطراب الوجداني ثنائي القطب النوع الثاني Bipolar II  :-  وهذا النوع من المرض يصعب تشخيصه إذا لم يأخذ الطبيب التاريخ المرضي بشكل كامل , وفي هذا النوع من الاضطراب يعاني المريض من نوبة اكتئاب شديدة بالتناوب مع نوبة هوس بسيطة .

ثالثاً الاضطراب الوجداني سريع التقلب Rapid Cycling  :- ويسمي تغير المزاج السريع , ويمر المريض بأربع نوبات من اضطراب العاطفة بصورة شديدة على مدار سنة , ويصيب في الغالب حالة من بين عشرة حالات مصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ويحصل في حالات النوع الأول والثاني .

رابعاً اضطراب المزاج الدوري Cyclothymia  :- ويسمي المزاج المتقلب وهو اضطراب في المزاج يتميز بفترات متكررة من الهوس الخفيف ونوبات من الاكتئاب ولكنها ليست بحدة أعراض الاكتئاب الشديد ,   لكن الشخص المريض يكون في صورة طبيعية للغاية .

كيف تحدث انتكاسة ثنائي القطب  ؟

يعد الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الأمراض الشائعة إلا أن نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني تصل إلى 80% وأكثر ولا شك أن هذه النسبة عالية جداً في مجال الطب النفسي  , فهناك حالات كثيرة شفيت من الاضطراب الوجداني من خلال التدخل المبكر لعلاج الاضطراب والعلاج الدوائي والنفسي مع طبيب نفسي مختص .

ما هو أفضل دواء للاضطراب الوجداني ؟

أفضل دواء للاضطراب الوجداني والذي يزيد من نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني هو الدواء الذي يتم الاتفاق عليه بين المريض والطبيب, وفي كثير من الأحيان يتم استخدام علاجين في آن واحد, ولكن الأهم هو كيفية الاستفادة من الدواء الذي حدده الطبيب المعالج لان ما يفيد مريض قد لا يفيد مريض آخر ومن الأفضل تجربة الدواء الذي أثبت أكثر الدراسات فاعليته وظهر مفعوله بشكل كبير .

ماذا يحدث إذا لم آخذ العلاج للاضطراب الوجداني ؟

قد يأبى العديد من الأشخاص المرضى تناول الأدوية ويرفض العلاج لكن لعل ذلك لأن مدة علاج مرض ثنائي القطب طويلة وقد يستمر العلاج مع بعض الحالات طول العمر, لكن مع هذا فهناك حالات شفيت من الاضطراب الوجداني وبنسب كبيرة خاصة في العقود الأخيرة ومع تطور الطب النفسي, لكن إذا امتنع الشخص عن تناول العلاج.

فكلما زادت مرات نوبات الهوس فإن نسبة الإصابة ستزيد بحالات أكبر كما أن نسبة حدوث النوبات لن تقل بتقدم العمر كذلك إن لم تحصل نوبات لفترات طويلة لكن هناك احتمال أن تظهر نوبات جديدة .

قد يهمك: كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب وهل يمكن التعايش معه؟

كيفية علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ؟

العلاج النفسي لمريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب  :-

قد يكون مفيداً بدرجة كبيرة ما بين نوبات الهوس والكآبة وقد يستمر العلاج النفسي مدة تتراوح ما بين 6 إلى 9 شهور لمدة 16 جلسة علاجية ويكون زمن الجلسة ساعة واحدة .

يشمل العلاج النفسي لمريض ثنائي القطبية العديد من الأمور منها

( التثقيف النفسي والتعرف بشكل أكبر عن الاضطراب , مراقبة المزاج للتمكن من مراقبة التقلبات المزاجية في حالة كونها غير طبيعية , تعليم الأشخاص المرضي كيفية السيطرة على المزاج في الحالات البسيطة حتى لا تتحول إلى حالة شديدة , مساعدة المرضى في تطوير قدراتهم للتعايش مع الاضطراب ثنائي القطبية , يتم استخدام العلاج السلوكي المعرفي في علاج الاكتئاب بأساليبه المختلفة التي تتم من خلال مختصين ) .

كيف يتم علاج نوبات الكآبة ونوبات الهوس ؟

بداية علاج نوبة الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطبية يتم من خلال مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى مثبتات المزاج ومن أكثر الأدوية المستخدمة هي SSRIS  أو مثبطات امتصاص السيرتونين وتلك الأدوية تؤثر على المواد الكيمائية الموجودة في الدماغ التي تدعي السيرتونين’ لذا فمن الأفضل الابتعاد عن الأنواع القديمة التي تستخدم كمضادات الاكتئاب,

ولهذا إذا كنت تعاني من تقلبات بشكل سريع في الحالة المزاجية أو كانت لديك حالة هوس فالأدوية مضادات الاكتئاب قد تغير النوبة من نوبة اكتئاب إلى نوبة الهوس لذا يفضل زيادة جرعة الأدوية المثبتة للمزاج بشكل أكبر من الأدوية المضادة للكآبة .

الأدوية المضادة للاكتئاب تؤخذ مدة ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع ليظهر مفعولها بشكل كبير ولتعمل بصورة مؤثرة ولكن فترات النوم والشهية ستتحين قبل ذلك, لكن مهما أحسست بالتحسن وأنك أصبحت طبيعي لا تنقطع عن أخذ الدواء لان عند التوقف عن تناول الأدوية قد يحدث انتكاسة لثنائي القطب وتبدأ أعراض الانسحاب في حين التوقف عن أخذ الدواء .

تشير الدراسات المختصة أنه في حالة تكرار نوبات الاكتئاب دون حصول أي نوبات هوس في حين أخذ الأدوية المضادة للاكتئاب فان الشخص المريض يستطيع المداومة على مضادات الاكتئاب والاستمرار عليها مع ويه مثبتات المزاج لمنع حدوث أي نوبات جديدة , لكن مع حدوث نوبة هوي يفضل عدم الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب .

ثانياً علاج نوبة الهوس وفيها يتم توقف الأدوية المضادة للاكتئاب , وهنا يتم الاعتماد على الأدوية المضادة للذهان والأدوية مثبتات المزاج أما كلا على حدة أو معاً بحسب ما يترائي للطبيب المعالج .

الأدوية المضادة للذهان وإن كانت تستخدم في علاج الفصام وعلاج فرط الحركة وعلاج الهوس والهياج وغيرها من الحالات , لكن الأدوية مضادات الذهان القديمة يظهر عنها أعراض جانبية فتتسبب في جفاف الفم والرجفة.

أما الأدوية المضادة للذهان الحديثة مثل ” رسبريدون , اولانزبين ” فهذا الأدوية لها القدرة على السيطرة على أعراض الهوس لكن دون حدوث أعراض جانبية كما في الأدوية القديمة وتتحسن الأعراض بمرور الأيام الأولى من العلاج ولكن قد يستمر العلاج لأسابيع لتزول نوبة الهوس تماماً لكن يجب الحذر من قيادة السيارة في حين تناول تلك الأدوية .

مصادر الموضوع

انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

 

عن الكاتب

abdul

قراءة المزيد

اكتب ردًا أو تعليقًا

بحث